الراحل غانم الصالح لم يكن مجرد ممثل آخر مر بذاكرة الكويت، بل نجم ترك بعده فراغا كبيرا بعد رحيله، رحمه الله، ولن يملأه أي أحد آخر، عرفته شخصيا بلقائه به كصحافي أكثر من مرة، وآخرها قبل رحيله بعامين عندما حضر إلى «الأنباء» وكان يقوم بإيداع كوبونات أحد سحوبات مهرجانات «الأنباء»، وأتذكر يومها أنني سألته «عمي.. نجم مثلك شلون يبي يشارك في مسابقة مشتركين؟»، وأذكر رده جيدا عندما قال لي «يا وليدي أنا بالنهاية مواطن ومشترك في «الأنباء» من السبعينيات، وكوني نجم لا ينفي كوني مواطنا عاديا حالي حال باقي الناس».
تواضعه المستحق كان هو ـ بحسب رأيي ـ سر نجوميته، ويومها عرفت لم يحب كل الكويتيين غانم الصالح الممثل بل والعبقري الذي زرع في ذاكرتنا عشرات الشخصيات التي جسدها، تواضعه وأخلاقه التي يعرفها كل من عاصر وعمل في الوسط الفني معه وعمل معه اعتقد أنها التي خلقت حوله هالة من النجومية.
غانم الصالح، أستاذ تجسيد الشخصيات بلا منازع، لم يلعب شخصية، إلا ورسخت في أذهاننا، وبقيت حية رغم رحيله عنا، لم يؤد كاركتر البدوي كما فعل رحمة الله عليه، سواء من حيث الإتقان او من حيث الحيادية دون سخرية كما فعل غيره.
غانم الصالح صاحب الموهبة الفطرية، وعراب نفسه، قدم وعلى مدار اكثر من 50 عاما عرقه ودمه ودموعه واعصابه ليقدم لنا أعمالا فنية تلفزيونية ومسرحية خالدة، ولا اعتقد ان أحدا ينسى أدواره الاستثنائية في مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» او غيرها، ولو أردت ان أعدد أعماله العبقرية لما كفتني هذه المقالة، لأن الرجل قدم مئات الساعات من البث التلفزيوني مسرحيات وتمثيليات وأفلاما طوال عمله الممتد على مساحة نصف قرن من الزمان، لذا ما أتمناه هو ان يُمنح جائزة الدولة التقديرية اليوم حتى رغم رحيله بعد اربع سنوات، فإن لم يكن النجم الراحل العبقري غانم الصالح فمن يستحقها؟ فإن لم تمنح له فلا اعتقد أنها يجب ان تمنح لأحد غيره.
الصالح غانم، يسكن ذاكرتنا بكل حب، ولا يوجد احد يستحق هذه الجائزة سواه حتى بعد رحيله عنا، وهذه رسالة اوجهها لوزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ان يكون الترشيح القادم لتلك الجائزة للنجم الراحل غانم الصالح، فهو الأحق بها بالأمس واليوم وغدا من اي شخص آخر مع احترامي للجميع.
نحن بلد لا ينسى مبدعيه، ولا يبخسهم حقوقهم فما بالكم بنجم بحجم عطاء الراحل غانم الصالح.
[email protected]
[email protected]