لماذا الفوضى الخلاقة وليست الديموقراطية الخلاقة؟ هذا هو السؤال المستحق اليوم، وليس أي سؤال آخر.
***
ما يحدث اليوم في الشرق الأوسط وبغير صرف النظر عن الأحداث الحالية فإنه يجري إعادة تكييف الديموقراطية بالكامل.
***
الشرح في هذا الجانب يطول فهناك أكثر من 5 دساتير جديدة كتبت أو في طور الكتابة، وأخرى تم إدخال تعديلات عليها، ذلك فيما يخص الجانب النظري للديموقراطية ولكنها دساتير أو تعديلات أشبه بالردة، أما على مستوى الممارسة فللأسف انه لا على مستوى الدساتير القديمة ولا الجديدة لم تكن هناك ديموقراطية بمفهومها الحقيقي، على الأقل مقارنة بالجانب الغربي.
***
كل ما كتب من دساتير وكل ما سيكتب وكل ما سيتم تعديله على بعض الدساتير القائمة سيظل مجرد حبيس دفتين، ما لم تكن هناك ممارسة شعبية حقيقية يصحبها وعي حقيقي، لأنه مهما كتب ومهما عدل سواء نحو مزيد من الانفتاح او باتجاه الانغلاق سيظل مجرد كلام نظريات غير قابلة للتطبيق على ارض الواقع.
***
لم تكن المشكلة يوما في الديموقراطيات العربية في الدساتير ولا في التطبيق من قبل الحكومات أو السلطات بل في ممارسة الشعوب وتعاطيها معها، المشكلة كانت ولا تزال وستظل في القاعدة الشعبية نفسها، في الفهم الشعبي للممارسة هذا الحق النبيل.
***
كشعوب نؤمن بالديموقراطية كشكل، ولكننا لم نمارسه يوما كأسلوب حياة، ومشكلتنا في أننا نريد الديموقراطية ولكننا لا نجيد ثقافتها، نتحدث عنها ولكن لا نتحدث بها، تماما كمن يتحدث عن اللغة الانجليزية ولكنه لا يجيد الحديث بها، لا يمكن ان تتحدث وتنتقد اللغة الانجليزية وانت لاتجيدها أصلا.
***
هذه هي مشكلة الديموقراطية في الوطن العربي، نطلبها نريدها بل نتمسك بها، ولكننا لا نجيد أبجدياتها، لسبب بسيط ذلك ان العقلية العربية لاتزال أسيرة القبيلة والدين والمذهب والعرقية، ومع هذا تريد الديموقراطية وتطلبها.
***
لا يمكن لمريض بسرطان الرئة ان يتم علاجه ما لم يتوقف عن التدخين، ولا يمكن لنا أن نمارس الديموقراطية ما لم ننسف المفاهيم الرجعية التي تمنع وصول الديموقراطية الحقيقية الى أرواحنا قبل أن تكون مجرد صندوق وورقة اقتراع.
[email protected]
[email protected]