لا يوجد وزير أصلي لوزارة التربية الآن، ولكن أي وزير جديد سيأتي في التعديل الحكومي المرتقب لكي يعلم كامل تفاصيل الكارثة التي خلفها قياديو التربية الحاليون في الوزارة ، عليه أن يبدأ بالالتقاء بطلبة الصف السادس في أي مدرسة في البلاد ليعرف حجم الكارثة التعليمية التي ارتكبها معظم القياديين الحاليين للوزارة في العملية التعليمية ككل، فلا إملاء يجيدون ولا يجيدون أصلا القراءة بل ن اغلبهم لا يجيد اي نوع من أنواع القراءة، والسبب هو المناهج التي اعتمدها قياديو التربية منذ 2008 وحتى اليوم تعتمد على الحشو لا التعليم وتلك كارثة لا تغتفر.
هذا يعني ان أمامه طريقين الأول ان يقدم استقالته والثاني ان يطلب من جميع قياديي التربية ان يتقدموا باستقالاتهم كنوع من التعبير عن تحمل مسؤولياتهم السياسية، فما فعلوه خلال الأعوام الخمسة الماضية هو كارثة بحق التعليم في الكويت.
وان كان الوزير القادم جادا، فعليه ان يسلم كامل ملف المناهج بالكامل لموجهي المواد وليس الى القياديين، لان أصحاب الاختصاص بهذا الشأن هم الموجهون وليس القياديين.
ووزارة التربية تختلف عن بقية وزارات الدولة في ان المسؤولية يجب ان تناط بالموجهين العامين للمواد وموجهي المناطق ومن في حكمهم ليبدوا الرأي الأول والأخير في جميع المناهج، لا ان يكون الرأي في تلك المناهج مناطا بقياديي التربية كالوكلاء والوكلاء المساعدين ومن في حكمهم، وهذه هي الميزة التي تختلف فيها وزارة التربية عن بقية الوزارات في ان مفصل التغيير فيها بيد القيادات الوسطى (الموجهين) وليس القيادات العليا (الوكيل والوكلاء المساعدين).
ما يجب ان يفعله وزير التربية القادم هو ان يجتمع بالموجهين العامين لجميع المواد ومن في حكمهم ليبلغوه بأي خلل تم ارتكابه بحق جيل بأكمله بمناهج ناقصة مشوهة تعتمد على الحشو وليس على أسلوب التعليم الحقيقي المفترض.
عزيزي وزير التربية القادم، مسؤوليتك القادمة هي مسؤولية تاريخية في ان توقف هدر واستنزاف جيل بأكمله تم باعتماد مناهج وأسلوب حشو للطلبة لم يفعل بابنائنا سوى أنه حولهم الى أدوات تعبئة لا إلى طلبة علم، وهذه هي مسؤوليتك التاريخية بل والسياسية التي يجب ان تعدلها اليوم وقبل الغد، وحتى ولو استلزم الأمر منك ان تعدلها ونحن في منتصف العام الدراسي، فلن يسامحك التاريخ ولن يسامحك الوطن.
[email protected]
[email protected]