في ظل الضبابية الشديدة التي نعيشها في مسارنا السياسي والتي يقل فيها مستوى الرؤية عن اقل من المتر في أحيان كثيرة من الصعب التنبؤ بما سيحدث غدا، بل اصبح من المستحيل التنبؤ بما يمكن ان يحصل بعد 3 دقائق ونصف الدقيقة، فالحدث السياسي لحظي مفاجئ لا توجد لديه غالبا اي مقدمات، فيمكن ان تثار قضية في اقل من ساعة وتجد طريقها الى عالم التصريحات السياسية ليوم او ليومين قبل ان تهدأ وتنطلق عاصفة سياسية أخرى لسبب غير مفهوم غالبا!
****
كنا نقول سابقا ان القرارات الحكومية اغلبها قرارات ردة فعل، وكان هذا واقعا سياسيا عشناه لسنوات، ولكن اليوم نجد ان الحكومة الحالية لا تنساق وراء القضايا التي تثار فجأة، وكأنها توقفت عن ان تكون حكومة ردة فعل حول اي شيء يثار، وبدأت تنتهج سياسة الفعل غير المتأثر بأي ردة فعل، وهذه سياسة ونهج لطالما نادى بها جميع المعلقين السياسيين والكتاب.
****
ولكن السؤال هنا: هل الأفعال التي تأتي بها الحكومة الآن على قدر الطموحات؟ لا شك أن الإجابة هي أنه وحتى الآن نريد منها اكثر ونريد منها قرارات اكبر وأفضل ولعل أهمها ألا تتوقف عن نهجها في تحويل القضية الإسكانية إلى أولوية بشكل عملي كما جاء في إعلان وزير الإسكان عن نية الحكومة تسليم 12 ألف وحدة سكنية سنويا، أعني ان تستمر في عملها وألا تكون التصريحات مجرد تصريحات فقط، وأن تسعى وتركز على القضية الإسكانية بشكل خاص، حتى ولو أدى الأمر الى تأجيل بقية الأولويات، لأن قضية الإسكان تحديدا بحلها تكون الحكومة قد انجزت تاريخيا ما لم تنجزه عشرات الحكومات قبلها.
[email protected]