ذعار الرشيدي
عندما نطالب بالإصلاح وتبيان أخطاء الحكومة في التعامل مع القضايا الحيوية نحن لا نحاول أبدا الانقضاض على الحكومة ولا النيل من هيبتها وهي التهمة التي باتت تواجه كل من وجه نقدا شديد اللهجة نحو الحكومة، نحن لسنا ضد أحد ولا مع أحد بعينه قدر ما نحن أمام بحث إجابات منطقية لأسئلة مشروعة.
وبعيدا عن التهم المعلبة الجاهزة التي تلقى في وجه كل من علا صوته، والتي لن تردع أحدا ولن توقف عن انتقاد ما نرى أنه خطأ ومناف لأبسط قواعد اللعبة السياسية، ولن ندخل معكم في أمور «المتشابهات» أو «الشبهات»، بل سندخل معكم إلى دائرة اليقين في تحديد الأخطاء التي تسطع كشمس رابعة النهار في شهر يوليو الكويتي.
والآن ليتبرع أي من أعضاء الحكومة ويجيب عن الأسئلة الآتية والتي أصبحت على لسان كل مواطن بلغ الحادية عشرة من العمر:
1 ـ من المسؤول أولا وثانيا وثالثا وأخيرا عن وقف بناء مستشفيات منذ العام 1981؟
2 ـ من المسؤول عن تردي الأوضاع الأمنية وانتشار الجريمة المنظمة وغير المنظمة وتفشي ظاهرة المخدرات؟
3 ـ من المسؤول عن وجود 100 ألف مواطن وأكثر تحت حكم الضبط والإحضار؟
4 ـ من المسؤول عن تراكم فوائد ديون المواطنين حتى بلغت الفائدة وتعدت أصل الدين؟ (رغم أن هذا ينافي قرارات تجارية معمول بها في الكويت منذ الستينيات)؟
5 ـ من المسؤول عن بيع الأدوية في الكويت بثلاثة أضعاف سعرها الذي تباع به في دول الخليج؟ (أليست هذه حرمة في حرمنة).
6 ـ من المسؤول عن الأمراض التي مني بها سكان منطقة أم الهيمان وترك الشركات النفطية بلا رقابة بيئية حقيقية؟ (أنا كنت موظف حقل في شركة نفطية وأعرف تماما كيف تتلاعب الشركات بقراءات عداداتها لتخرج آلاف السنتيمترات المكعبة من غاز ثاني أكسيد الكبريت وغيره من الغازات السامة إلى جونا).
7 ـ من المسؤول عن عشرات القضايا التي تمس المال العام بسرقات تتعدى المليارات على مدى السنوات العشر الأخيرة؟ وكيف يقوم وزير بحفظ هذا الملف وآخر بإخفائه أو تأجيل التحقيق فيه؟
8 ـ من المسؤول عن انقطاع التيار الكهربائي في بلد يوزع النفط على بقية دول خلق الله في دولة تبني المحطات الكهربائية في بنغلاديش والكونغو ومصر بآلاف الميغاواطات؟ وكيف يترك ملف المولدات بلا أدنى إشارة للإحالة إلى النيابة العامة.
وهذه الأسئلة أجزم لو أن أي وزير دخل اختبارا مدرسيا بها لما استطاع أن يحصل على درجتين من 9 ولسجل في خانة الراسبين وعليه أن يعيد السنة، وهكذا ديدن حكوماتنا منذ سنوات، تدخل الاختبارات الشعبية البسيطة القديمة بهذه الأسئلة المكررة وغيرها وتخرج بلا أي نجاحات تذكر، فهل تكون الحكومة السادسة لسمو الشيخ ناصر المحمد هي الحكومة التي ستنجح في اجتياز هذا الاختبار الشعبي البسيط؟.