الحسابات السياسية الدقيقة لا تنفع في منطقة الخليج العربي لاعتبارات اهمها ان المنطقة ككل من القاعدة الى قمة الهرم تؤمن بأن الاعراف اكثر قوة من النظريات العلمية السياسية.
وبغض النظر عن اتفاقنا لسياسة «الاعراف» او رفضنا لها تحت اي مبرر، فقد اثبتت سياسة الاعراف نجاحها دائما، بل ربما كان هذا المبدأ كمنطلق سياسي للتعاطي مع السياسات الداخلية والخارجية، وهو ما منح دول الخليج خصوصيتها وتفردها، بل كان السبب في تحصينها داخليا وخارجيا من اي محاولات تغيير قادمة ومرسومة وفق سياسة النظريات السياسية وثوابتها ومتغيراتها.
>>>
الازمة الخليجية الاخيرة التي وصفها محللون بأنها اخطر ازمة مرت على دول مجلس التعاون الخليجي كان مقدرا لها ان تنتهي.
وذكرت في مقال سابق لي تحت عنوان «مكة ادرى.. بأهلها» ان الازمة ستنتهي، وشددت في المقال على ان تدخل امير الانسانية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد سيكون بداية النهاية لتلك الازمة.
>>>
نعم الازمة انتهت بالتوافق وتقريب وجهات النظر، والاهم انها انتهت وفق مبدأ «المواجيب»، وهو مبدأ غير مدرج في اي كتاب سياسي او وثيقة سياسية، ولكننا نحن الخليجيين نعرف هذا المبدأ جيدا ونقدره، وربما، اقول ربما، لأن الادارة الاميركية لا تعرف هذا المبدأ، اعني «المواجيب»، فهي لا تجيد العمل سياسيا بشكل جيد في المنطقة.
>>>
كما ذكرت «المواجيب»، ولا اعرف ترجمتها بالانجليزية ولا المقابل لها بالانجليزية ولو حتى قريبا منها، اعتقد انها مفاتيح سياسة المنطقة داخليا وبشكل لا يتخيله احد، «الاعراف» و«التقاليد» القائمة اعلى كعبا من النظريات السياسية، وهذا ليس بالضرورة يجعلنا على خطأ، بل ربما لأن هذا الاسلوب السياسي خرج من رحم المنطقة ما يجعله اقرب الى النجاح دوما.
[email protected]