غيّب الموت أمس العلم الكويتي البارز الاستاذ رضا الفيلي أو «العم بوخالد» كما نحب أن يناديه أبناؤه من الإعلاميين مذيعين وصحافيين وكتّابا، لم أجد وصفا أدق لوصف أثر الراحل الفيلي في الإعلام الكويتي سوى أنه أول من قام بتوثيق تاريخ الكويت تلفزيونيا وإذاعيا منذ أن بدأ عمله الإعلامي مذيعا في بداية ستينيات القرن الماضي، وحقيقة لا أعلم إن كان هناك أرشيف لتلك البرامج أم لا، ولكن إن كان هناك شيء ما بقي منها خاصة بعد الاحتلال العراقي وإتلاف جنوده لكامل أرشيف التلفزيون والإذاعة، أتمنى أن يعاد «ترميمها» ومن ثم إعادة عرضها أو على الأقل إصدارها في أشرطة (c.d)، وذلك تكريما ليس للراحل الكبير رضا الفيلي، بل تكريم للكويت والتي قدم لها الراحل وخلال فترة عمله الإعلامي الممتدة على بساط أكثر من 60 عاما الكثير.
***
رضا الفيلي.. لم يكن مجرد إعلامي أو علم اعلامي بارز من رواد الحركة التلفزيونية، بل كان قامة اعلامية مستقلة وأستاذا حقيقيا تخرج على يديه أجيال من الإعلاميين، وحتى نكون أكثر دقة تخرج على يديه 3 أجيال متعاقبة، وأتذكر أنه وفي فترة الثمانينيات عندما تذكر التلفزيون فأنت تذكر رضا الفيلي، واستمرار ارتباط التلفزيون باسم الفيلي لدى الكويتيين فترة طويلة، رحم الله الراحل رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فمصاب فقده مصاب للكويت جميعا.
***
بالأمس تشرفت بزيارة الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة الشيخ فهد المبارك وأهداني مجموعة من السيديهات التي قام بطباعتها على نفقته الخاصة ومنها «أوبريتات خالدة».. و«أغان في حب الكويت» وعندما سألته لم قام بطباعتها على حسابه رغم أنه كان يمكن إنتاجها عبر وزارة الإعلام؟ فقال بهدوء شديد جدا: «لا أحب أن أدخل مشروعا مثل هذا في الدورة المستندية، خاصة أنني قمت بطباعتها كمشروع من أجل توزيعها على ضيوف الكويت ممن حضروا المؤتمرات السابقة.. وللعلم الدورة المستندية أقصد بها خارج وزارة الإعلام، فالوزارة قادرة وباحترافية على إنتاج مثل هذه المجموعات، ولكن الدورة المستندية خارج الوزارة هي ما قد يتسبب في البطء، لذا فضلت إنتاجها على حسابي، وفي النهاية هذا جهد بسيط أقدمه لبلدي».
لو أن كل مسؤول اتبع أسلوب الشيخ فهد المبارك في التعاطي مع المسؤولية من منطلق وطني بحت لأصبحت الكويت جنة على الأرض.
***
في نعيه للفقيد الراحل رضا الفيلي قال وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود إن الراحل كان منارة في الإذاعة والتلفزيون، وما أتمناه على «بوصباح» أن يطلق اسم الراحل على أحد الاستديوهات الكبرى أو المسارح التابعة للوزارة، فأعتقد أن في هذه لفتة طيبة منا.. لعلم كبير مثل الراحل الفيلي.
[email protected]
thaar299@