توطئة: يقول الكاتب الأميركي الراحل البرت هوبارد: «كل رجل لا بد أن يمر بخمس دقائق من الغباء، الحكمة هنا ألا تزيد فترة الغباء عن تلك المدة».
***
بالمناسبة لا تستغرق عملية الاقتراع في أي لجنة أكثر من خمس دقائق، ويبدو أن بعضا من الناخبين يتعرضون للعنة الدقائق الخمس من الحصة التي يفترضها هوبارد، لذا تأتي بعض مخرجات العملية الديموقراطية خاضعة للطائفية والقبلية والفئوية، أعني مسألة اختيار أعضاء المؤسسة التشريعية تقع على الناخب بالدرجة الأولى، ومهما دار الحديث حول وجود تدخلات نافذين وقوى اقتصادية وشيوخ في العملية السياسية إلا أنه في الحقيقة المفتاح الأول والأخير هو الناخب وليس أي أحد آخر، قد تؤثر التدخلات بنسبة 2 أو 4% ولكن كلمة الفصل هي في ورقة اقتراع الناخب، الحكومة ليس لها دخل، وحتما المال السياسي ليس له دخل حتى ولو كان شلالا يجري من تحت كل دائرة، فالمسؤولية في الاختيار تقع على الناخبين، فإذا كان الناخب يختار ابن عمه لصلة الدم ولا يختار الدكتور لذات السبب، فما دخل الحكومة هنا وما دخل النافذين، المشكلة في القاعدة لدينا وليست في القمة؟
***
الناخب في الكويت لم يصل إلى درجة الوعي السياسي المناسبة التي تمنحه استقلالية عن كل القيود الطائفية والفئوية والمناطقية والعرقية، وأعني هنا الأغلبية، الكارثة أن من بينهم مثقفين وإعلاميين وأكاديميين متخصصين.
***
عودة إلى المشكلة، كما ذكرت المشكلة في العقلية التي تحكم كثيرا من الناخبين، وهم أنفسهم الذين يغردون بالرأي ضد المجلس الحالي، ازدواجية تصل إلى حد التناقض المطلق، فهو يختار ابن عمه وابن طائفته أو فئته، وبعد اعلان النتائج يأتي ليجلد المجلس، ولا أتحدث عن هذا المجلس فقط بل أتحدث عن كل المجالس.
***
توضيح الواضح: إذا كان المجلس سيئا إلى هذا الحد الذي يزعمون.. فمن الذي اختار وانتخب أعضاءه؟!
[email protected]