ذعار الرشيدي
لو سألت أي شخص بالكويت عن بوخرشد أو بوعيدة لوجدته يعرفهما، فيما لو طلبت من أشخاص أن يعددوا لك أسماء النواب العشرة في دائرتهم لفشل أغلبهم في الوصول إلى 5 أسماء صحيحة من بين العشرة نواب، وهذا واقع، فبوعيدة وبوخرشد أشهر لدى معظم الكويتيين والمقيمين من جميع أعضاء مجلس الأمة رغم أن أخبار وصور الأعضاء تملأ صحفنا وقنواتنا التلفزيونية بينما ابو عيدة وبوخرشد قد لا تجد لهما ذكرا في معظم أيام الأسبوع في صحفنا الـ16 اليومية ولو حتى في خبر صغير في صفحات المجتمع ورغم هذا تفوقا وبجدارة على جميع أعضاء مجلس الأمة.
وأستغرب، رغم الشهرة التي استحقها هذان النجمان التلفزيونيان من أن كثيرا ممن تسألهم عنهما سيقولون لك «لا إنهما يصلحان للتقديم في التلفزيون» فالجميع هنا يجمع على شهرتهما إلا أن الغالبية يرون أنهما لا يستحقان حتى الظهور بل يرون أن في ظهورهما إساءة للإعلام الكويتي.
ولنناقش المسألة بالمنطق، هما ليسا مذيعين نعم، ولا تنطبق عليهما أساسيات المذيع التلفزيوني بمفهومنا الجامد، وهو أن يكون المذيع متمكنا من مخارج الحروف وصاحب ثقافة عالية ومتحدثا لبقا ويجيد التعامل مع الكاميرا.. إلخ، ولكن ما يغفله كثيرون ممن يطرحون هذا الرأي في صورة المذيع النمطية أن بوخرشد وبوعيدة وجهان تلفزيونيان يمتهنان الترفيه التلفزيوني بشكل جميل ومحترم بغض النظر عما إذا كانت تنطبق عليهما المقاييس الجامدة لمذيع التلفزيون بصورته النمطية أو لا، وتمكن هذان النجمان من تجاوز عشرات المذيعين الذين سبقوهما وصنعا لنفسيهما خطا خاصا ويوجد اليوم من يحاول تقليدهما، وقد ظهر قبلهما عشرات المذيعين إلا أن أياً منهم لم يصل إلى 10% من الشهرة التي وصل إليها النجمان بوعيدة وبوخرشد، المسألة هنا في أن حكم الغالبية على بوخرشد وبوعيدة ينطلق من مبدأ تطبيق الصورة النمطية للمذيع عليهما، والحقيقة أن بوعيدة وبوخرشد ليسا مذيعين بقدر كونهما وجهين تلفزيونيين لهما خط خاص ومميز بحضور رائع وليس لك إلا أن تعترف بأنهما يملكان من الشهرة ما يفوق شهرة أعضاء مجلس الأمة.
قناتاهما كسبت كثيرا بحضورهما، فـ «سكوب»، كسبت كثيرا بحضور بوعيدة و«فلاش» الأخرى كسبت مع بوخرشد، وأتمنى ممن يريد أن ينتقدهما ألا يطبق عليهما صورة المذيع النمطية وأن يعد المذيعين في جميع القنوات الفضائية المحلية ويسأل نفسه لماذا بوخرشد وبوعيدة فقط هما من تجاوزا الجميع في خلق نوع خاص وجديد من الشهرة تحمل ماركتيهما هما فقط؟
وإلى تلفزيون الكويت، لا أعلم كيف استيقظ تلفزيوننا متأخرا وأخرج برنامجا خاصا بالمرأة اسمه «هي وأخواتها» بـ 4 مقدمات وهو تقليد حي لبرنامج «كلام نواعم» الذي تبثه قناة الـ «إم بي سي» والذي هو بدوره تقليد حي عن برنامج قناة الـ «آي بي سي» الأميركية the view، الغريب في أمر البرنامج أنه وعلى الرغم من أنه نسخة مقلدة وبديكور بسيط إلا أنه قدم لنا أربع مذيعات جديدات متمكنات، وأكرر أن هذا الحكم بعيد عن الصورة النمطية السائدة للمذيعات، واستطاعت المذيعات الأربع أن يقدمن برنامجا متزنا، ومخطئ من يعتقد أن أحدا لا يشاهد البرنامج فهو وبحسب ما أعرف يتمتع بنسبة مشاهدة جيدة رغم عدم وجود إعلانات في الصحف عن هذا البرنامج ومذيعاته وهو الخطأ الذي ارتكبته «الإعلام» في عدم ترويجها لبضاعة جيدة اسمها «هي وأخواتها»، وقدم البرنامج حلقات جميلة وأخرى متوسطة وبعضها عادية، وفريق الإعداد الذي يقوم على البرنامج يستحق الشكر على ما يقدمونه من أفكار بعضها جديد كلية عن الأفكار التي عرف بها تلفزيوننا.