أعلم أن الحديث مبكر جدا لتناول انتخابات مجلس الأمة 2017، ولكن ومن باب فتح الأسئلة الافتراضية لحدث لا يفصلنا عنه سوى عام ونصف العام، ومن باب اعادة قراءة المشهد الحالي خاصة في ظلال المتغيرات السياسية الحالية، يصح لنا فتح باب هذا السؤال ولو بشكل عرضي غير مباشر مستحق الى حد ما.
الواضح ومن خلال المعطيات الحالية للوضع السياسي والمعلومات المتوافرة والإفصاحات الواردة على ألسنة المقاطعين لانتخابات 2013 وما صدر عنهم من إشارات، فإن المقاطعة انتهت تماما الا من بعض الأسماء التي قد تعلن اعتزالها العمل السياسي دون إشارة للمقاطعة، اي ان الانتخابات القادمة العام المقبل ستشهد دخول الجميع، وهو ما يعني بقراءة سريعة جدا ان نسبة التغيير في المجلس القادم ستتجاوز اي نسبة تغيير سجلتها اي من المجالس السابقة، اذ من المنتظر ووفق دخول المقاطعين مع دخول وجوه جديدة ان تبلغ نسبة التغيير حاجز الـ 70%، اي ان المتوقع وصولهم من المجلس الحالي الى مجلس 2017 سيكون من 15 الى 17 عضوا بينما سيتم تغيير البقية.
اما اكثر دائرة سيطالها التغيير فهي الدائرة الخامسة تليها الرابعة ثم الثالثة.
يتوقع البعض ان المعارضة السابقة ومع دخولها معترك الانتخابات القادمة ستستخدم ذات الخطاب الناري السابق ضد الحكومة والأطراف الحكومية، والحقيقة ان المعارضة السابقة لن تضطر لاستخدام نبرتها السياسية السابقة، وسيكون صوتها اكثر هدوءا في الغالب وأقرب الى الناس بل ربما تكتفي بالرهان على تجربة رؤية الناخبين لبعض ممثليهم في المجلس الحالي.
اما عن حظوظ عودة المعارضة واعني هنا الأغلبية او ممن يؤيدهم الى البرلمان وحجم التمثيل المأمول، فأعتقد ان حظ المعارضة في الوصول سيكون شبيها بحظوظها في العام 2009، او قريب منها، وسيستحوذون على 18 الى 20 مقعدا، بحساب وصول بين 3 و5 في كل دائرة، وهو المتوقع وفق القراءات المتوافرة اليوم.
طبعا مع تغير التحالفات السياسية خلال العام الماضي ووجود شرخ واضح في اكبر تيارين سياسيين معارضين يمثلان جزءا قياديا في المعارضة السابقة فإن حظوظ وصولها الى البرلمان ستقل عما كانت عليه في العام 2009، ولن تكون كتلة متجانسة حتى وان وصل عدد أعضائها إلى 20 أو حتى 25.
مجلس 2017 وفق القراءة السابقة ستعود اليه فقط إعادة تفعيل الأداة الرقابية بشكل واضح، عدا ذلك لن يكون بعيدا عن المجلس الحالي على الأقل شكلا.
توضيح الواضح: دخول المعارضة وفق معطيات الصوت الواحد ستزيد من شرخ الخلافات بين تياراتها وهو ما سيبرز بشكل جلي خلال نهاية العام الحالي.
[email protected]