ذعار الرشيدي
يوم الجمعة الماضي كتبت مقالا بعنوان «المعطش والرينج ولوبي السنوات الست» وتناولت فيه كيف أن أحد الوزراء يحشد «لوبي» من الكتاب استعدادا لمعركة «كسر عظم» قادمة ودللت على تعيينات المستشارين الإعلاميين الأخيرة في وزارته، ولم أكن أعلم أن ذلك المقال البسيط في كل شيء حتى في تسلسله ولغته سيصبح كالملح الذي ينثر على جرح، ولم أكن أعلم أن جرحنا السياسي ملتهب إلى هذا الحد، خاصة أنني تلقيت بعد ذلك المقال «الملحي» عشرات الاتصالات من زملاء كتاب يسألونني عمن أقصد ومن هم الكتاب؟ وباستفساراتهم صراخ ألم يعانق حدود السماء، وقامت جريدة «الآن» الإلكترونية مشكورة بجعله مقال اليوم في عددها يوم الخميس الماضي، وفسروا الأمر بحسب رؤيتهم لما كتبت لا بما صرحت به حقيقة، رغم أنني أرى أن المقال لا يستحق كل ذلك، إذ ان أغلب المعلومات التي أوردتها «بايتة» وكان المقال أشبه بكتابة شخص يحدث نفسه على الورق.
المقال أعترف أنه جاء مجزوء الفكرة وذلك لخطأ أنا سببه عندما أوقفت تسلسل أفكاري باتجاه لوبي الوزير الذي تحدثت عنه، وأغفلت ـ غير عامد ـ «لوبي» آخر من الكتاب يقوده مستشار أحد القياديين، ويقوم عليه ويشرف على خططه ووضع خطوطه العريضة، وهو اللوبي المضاد للوبي الأول.
وكان يمكن أن أقول إن تراشق «بيادق» المعسكرين من كتاب ونواب لا يعنيني أن أكتفي بالمثل الشامي «فخار يكسر بعضه» ولكن التراشق أضر بالبلد، خاصة في ظل وجود لوبي ثالث ورابع وخامس. وتعدى الأمر من استمالة كتاب وأعضاء مجلس أمة إلى محاولات السيطرة على نقابات وجمعيات نفع عام لتصبح آليات ومدرعات وحاملات جنود في حروب الوكالة التي تدور رحاها منذ سنوات.
لم أكن أقصد في مقالتي قياديا واحدا بل مجموعة من القياديين الذين قام كل منهم بتشكيل فرق تلعب لصالحه وتذود عن حماه وتهاجم خصومه.
اللعبة أصبحت مكشوفة وأعضاء الفرق حتى وإن لم تعلن صراحة أصبحنا نعرفهما بالاسم ونعرف من يتبع من ومن يحسب على من ومن يعمل لدى من.
أعلنها صراحة أنني لا أنتمي لأي من الفرق التي ذكرتها ربما لكون لياقتي لا تؤهلني للانضمام إلى أي منها وربما لأن «لساني طويل» كما قال لي أحد الوزراء الخمسة الذين أقصدهم في مقالي هذا عندما التقيت به في إحدى الغبقات الرمضانية وسألته عن سر تعيينات المستشارين الإعلاميين بالجملة إبان تسلمه لإحدى الوزارات المهمة.
الأمر المهم الذي اكتشفته أن الكاتب الذي تم تعيينه مؤخرا مستشار في وزارة الوزير الذي فهم أنني أقصده لم يكن الوزير هو الذي قام بتعيينه بل قام بتعيينه قيادي في الوزارة لعيون قيادي من خارج الوزارة، ولمن يريد أن يعرف سبب التعيين فعليه أن يعيد قراءة المقال من السطر الأول، فالمعسكرات الإعلامية ملأت البلد ضجيجا وحروب الوكالة التي يخوضها أعضاء مجلس الأمة هي سبب رئيسي لتعطل التنمية في البلد.
[email protected]