ذعار الرشيدي
منذ عامين وأبو القنبلة النووية الباكستانية عبد القدير خان يخضع للإقامة الجبرية وذلك لظروف سياسية خارجية وداخلية أجبرت الحكومة الباكستانية على اتخاذ هذا القرار، ولا أرى مجالا مناسبا هنا لعرض تلك الظروف التي دفعت الباكستانيين لاتخاذ مثل ذلك القرار، والرابط بيننا وبين باكستان أن لديهم عبدالقدير خان واحد «متوهقين فيه» ونحن لدينا هنا 12 عبدالقدير خان كويتيا «موهقينا».
وبسبب هؤلاء الـ 12 عبدالقدير فبلدنا الصغير الجميل الثري معطل تنمويا بسبب صراعاتهم وتدخلاتهم وحروب الوكالة التي يقودونها ويثيرونها هنا وهناك، ولا أرى حلا لإعادة عجلة التنمية إلى الدوران وعبورنا لكل حالة العطب التي أصابت البلد إلا بإيجاد قانون لوضع هؤلاء الـ 12 تحت الإقامة الجبرية ولمدة 6 أشهر فقط، وفي ظل عدم دستورية وضعهم تحت الإقامة الجبرية لعدم وجود قانون ولكونه يدخل ضمن حبس الحرية دون مبرر لمواطنين كويتيين، فأرى ـ وهذا أضعف الإيمان ـ أن نتقدم لهم بطلب شعبي موقع من مليون مواطن نطالبهم فيه وبشكل ودي بـ«كف أيديهم» لستة أشهر فقط ولكم أن تتخيلوا ماذا سيحدث خلال فترة الـ 6 أشهر من «كف يد» هؤلاء الـ 12 فيما لو أطاعونا في طلبنا هذا.
مع دخول اليوم الأول من «كف اليد» ستدخل البلد في حالة هدوء جميلة، بحيث تختفي تماما التصريحات المتشنجة التي عادة ما يقف وراءها آباء القنبلة النووية الكويتية والذين ما ان نخرج من انفجار سياسي هم السبب الرئيسي وراءه حتى يدخلونا بآخر ويهيئوا لثالث ورابع وخامس وحتى الثاني عشر.
وأجزم بأنه وخلال الأشهر الستة من «كف اليد» ستدور عجلة التنمية المتوقفة منذ عقد ونصف بشكل يفوق دوران عجلات قطار الشرق الأوروبي ولن تنتهي الأشهر الستة إلا وقد بنيت مصفاتا نفط جديدتان وثلاثة موانئ و15 مستشفى و32 مستوصفا و3 طرق دائرية جديدة ويرتفع مؤشر البورصة ويستمر أخضر بل ربما تصل البورصة إلى حاجز الـ20 ألف نقطة وتتجاوزه، وسيبدأ مستوى التلوث بالانخفاض حتى يبلغ مستوى يدخلنا عالميا كأنظف بلدان العالم بيئيا، كما ستختفي مشكلات الكهرباء والماء والاتصالات التي عادة ما تكون ناتجة عن حروب المناقصات التي تدور رحاها مع كل تنازع بين عبدالقدير الأول وعبدالقدير الثاني أو الثالث أو الرابع وحتى الثاني عشر.
أعلم أن الـ 12 عبدالقدير خان كويتيا الذين أقصدهم من الصعب بل من المستحيل كف أياديهم ناهيك عن إخضاعهم للإقامة الجبرية ولكنها مجرد أمنيات كويتي صائم عن الحديث المكشوف حتى إشعار آخر.
[email protected]