ذعار الرشيدي
لا أعرف د.فاضل صفر ولم أتشرف يوما بلقاء د.هلال الساير، ولكنني أعرف كما يعرف غيري التناول النيابي المتناقض تناقض الليل والنهار لأداء الوزيرين، هذا تمدحه جماعة وذلك تنتقده جماعة أخرى ومن ينتقد الأول يمتدح الثاني والعكس بالعكس، حتى أننا احترنا من نصدق ومن نكذب في مولد التصريحات المتناقضة.
فمديح الأول يصبح بالضرورة انتقادا للثاني، ومديح الثاني موجب لانتقاد الأول تماما كأنك بين جمهوري العربي والقادسية في نهائي كأس.
الساير وزير تكنوقراط حقيقي، طبيب قبل أي شيء آخر، جاء من رحم الوزارة ولم يهبط عليها بـ «براشوت» تعيين، يعرف كل صغيرة وكبيرة فيها ويعرف خباياها وأسرارها، ولكنه وللأسف ما ان بدأ أولى خطواته نحو الإصلاح الذي يأمل حتى اكتسحت انفلونزا الخنازير العالم، وهو الأمر الذي لا دخل له لا من قريب ولا من بعيد به، غير أن رؤيتنا الكويتية الانتقادية الانتقائية جعلت من الوباء «الرباني» قاعدة انطلاق للهجوم على الوزير الساير حتى أنك تكاد تعتقد أن الساير «ما غيره» هو سبب انتشار الڤيروس في العالم، ورغم ضغط الهجوم قام الرجل بخطوات علمية فنية لا يفهم فيها المنتقدون الفرق بين علبة التاميفلو وعلبة «معجون طماط التموين الخالي من الملح»، واستحقت وزارة الصحة شهادة من منظمة الصحة العالمية بإيجابية الخطوات التي قامت بها الكويت استعدادا لمواجهة الوباء العالمي، ومع هذا لم يتحدث أي من المنتقدين بإنجاز الساير بل صمتوا عن الإنجاز وبدأوا يسألون أسئلة الراحل علي المفيدي في مسرحية حامي الديار والتي لا تخرج عن «جم ابرة سكري أنطقت بالكويت من سنة 1962 إلى اليوم؟ «و» جم روب طبيب طقيتوه أوتي من سنة 1962 حتى اليوم «كل ذلك لأن الرجل أغلق حنفية السياحة الصحية، وما إنفلونزا الخنازير سوى باب انتقاد لدريشة العلاج في الخارج أو أبواب المعاملات المغلقة أمام وجود مد «البشوت».
صفر على الجانب الآخر رجل عملي «محلل معاشه» إذ أنه يداوم في وزارة الأشغال هذه الأيام أكثر مما يداوم أي وزير آخر في وزارته، يحاول قدر الإمكان أن يكون عمليا، وهو الآخر لم يعطل مضخات محطة مشرف بل إنه أو حتى وكيل وزارة الأشغال عبدالعزيز الكليب لم يوقعا بتسلم المحطة التي لاتزال قانونا في عهدة المقاول وحصل ما حصل.
جوقة المنتقدين بسبب ومن غير سبب لا يهمهم العنب بل إنهم لا يعرفون حتى شكل العنب ولكنهم يريدون رأس الناطور وفي قول آخر يريدون رأس من قام بتعيين الناطور، أما العنب فهو آخر اهتماماتهم، هذا هو ما يفهم ما بين سطور انتقادات الوزيرين.
من حقنا أن ننتقد وزارتيهما وأن نبين الأخطاء ولكن من خلال عمليهما لا من خلال انتماءاتهما السياسية، فالبعض لا يحلو له رمي سهام النقد إلا في خانة الانتماءات.
نعم هناك أخطاء في وزارتيهما وقد لا تكفي 10 مقالات لسرد ربعها، ولكن ليكن طرح تلك الانتقادات في خانة العمل والأداء لا في خانة «من يتبع من؟» كما هو الحاصل اليوم.
وبعض «ربعنا» لو رأوا العنب ملقى تحت أقدامهم و «بلا بذر» لما التفت إليه لأنه لا يريد سوى الناطور ومن عين الناطور وأحيانا.. أحيانا يريدون رأس صاحب البستان نفسه.
[email protected]