ليس هنالك ما يستوجب اعتذارا من وزارة الإعلام عن بثها لمقطع مباراة تايكوندو لأحد لاعبي الكيان الإسرائيلي، نعم، قياسا على العمل الإعلامي الحقيقي والمنصف والعادل والذي يعمل بموجبه الإعلاميون المحترفون، لا يوجد أدنى مبرر لأن تعتذر وزارة الإعلام عن بث مباراة ضمت لاعبا من الكيان الإسرائيلي، فالأمر هنا نقل متجرد من أي رأي مسبق لحدث عالمي يحدث اليوم اسمه «ريو ٢٠١٦»
ولا احد يمكنه لوم وزارة الإعلام على بث تلك اللقطة كون القناة الثالثة الرياضية بثت لقطة كهذه، فقد نقلت حدثا رياضيا عالميا وليس بأيدينا تغيير حقائق المشاركين أو نتائج المباريات مهما اختلفنا سياسيا أو عقائديا معهم، أو حتى كنا في حرب غير معلنة معهم، فإعلاميا الوقائع والأخبار يجب نقلها كما هي، وأي عبث بها أو تحريف يعني اننا لا نمارس الإعلام أو النقل الخبري بل نمارس الرأي الذي لا يؤمن به سوانا وكم دولة عربية وإسلامية، تقريبا ٢٠ دولة فقط من أصل اكثر من ١٨٠ دولة تعتبر الكيان الإسرائيلي دولة مغتصبة، هنا نحن نمارس التضليل الإعلامي لفعلنا هذا، فلا يمكن ان نفرض الوقائع الإعلامية أو نلوي أعناقها من البلد المستضيف وهو البرازيل التي تعتبر الكيان الإسرائيلي دولة قائمة وهو الأمر الذي تعترف به الامم المتحدة أيضا و٩٠% من الدول الأعضاء فيها.
***
بالنسبة لنا ككويتيين اسم الدولة الكيان الإسرائيلي، أو الاحتلال الإسرائيلي هو المعتمد في عموم نشرات الأخبار التي تبثها عموم قنوات وزارة الإعلام الكويتية، ولم يتغير، وتلك النشرات ايضا ولضرورات الحرفة الخبرية تضطر لبث تعليقات أو تصريحات لمسؤولين إسرائيليين شأنها شأن أي وسيلة بث إعلامية، فرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي لطالما ظهر على شاشات تلفزيون الكويت في تغطيات خبرية متعلقة بالاحداث التي تجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وإعلاميا هذا الامر جائز بل ومطلب إعلامي مستحق لنقل اي حدث يجري هناك، وليس من الخطأ ابدا نقل حديث أو تصريح لأي من المسؤولين «الصهاينة»، فذلك جزء من الرسالة الإعلامية لنقل الخبر كما هو دون تغيير وذلك اولا وأخيرا من حق المشاهدين.
ومع هذا العرض الإعلامي البسيط لأبسط قواعد حرفية النقل الإعلامية لأي حدث، يأتيك من يعترض بسبب ان القناة الرياضية الثالثة نقلت عرضا ودون قصد أو حتى بقصد مباراة أولمبية ظهر فيها لاعب من الكيان الإسرائيلي.
الامر لا يستحق هذه الضجة حتما ولا هذا النواح السياسي غير المبرر، فالوضع «إعلاميا» طبيعي بل ومنطقي وقناتنا الثالثة ما هي الا قناة رياضية من بين مئات القنوات الرياضية الاخرى التي يمكن للمتلقي الكويتي مشاهدتها عبر فضاء الساتلايت الواسع، لذا الامر لا يستدعي كل هذا العويل المعترض على ما بثته القناة الثالثة لمباراة تايكوندو عابرة لا تأثير لها خبريا لا من قريب ولا من بعيد، لا سياسيا ولا حتى تطبيعيا، فالكيان الإسرائيلي كدولة تشارك في الاولمبياد من ضمن عشرات الدول.
***
الحدث عالمي ويستوجب التعامل معه إعلاميا بشكل محترف اما اذا كنا نريد ان نغرق أو نتقوقع في محليتنا ونريد ان نكسر قواعد النقل الإعلامية الاحترافية التي يسير عليها العالم الإعلامي اجمع فنحن بهذا لا نسبح ضد التيار فحسب بل اننا كمن ينكر وجود البحر اصلا.
***
إسرائيل بالنسبة لنا ستبقى وتظل كيانا لا دولة وبهذا الامر سنتعامل وهو الوصف الذي تطلقه نشرات وزارة الإعلام الإخبارية ولم يتغير، وإذا غيرته فحاسبوها اما وأنها نقلت حدثا تنقله كل نشرات الإعلام بما فيها خدمات إعلامية عربية وإسلامية دون الخروج عن الحرفية الإعلامية فهنا لم يحصل خطأ او على الأقل انه خطأ لا يستوجب الاعتذار بل لا يستوجب حتى التفاتة.
شخصيا لا اتفق مع مدير القناة الثالثة واختلف معه ومع مسؤولي القناة في بعض ما يعرضونه ولكن هذا لا يعني ان أسير مع من سار في جنازة مطالبة القناة الثالثة بالاعتذار بدعوى انها بثت مقطعا من بين آلاف المقاطع الرياضية لـ «ريو ٢٠١٦» واعتبره البعض خرقا للمقاطعة.
***
إسرائيل كانت وستظل بالنسبة لنا كيانا وليست دولة وهذا هو الاسم الإعلامي الذي تنتهجه وزارة الإعلام منذ سنوات ولاتزال مستمرة عليه ولم تغيره فنحن الكويتيين آخر من سيطبع.
[email protected]