ذعار الرشيدي
حديث وزارة الخارجية عن ترسيم الحدود والفصل السابع وديون العراق بل وكل ما يأتي من جار الشمال أشبه بـ «حزايات الجدات» والذي يبدأ عادة بجملة «خير لفانا ولفاكم وشر تعدانا وتعداكم»، فتصريحات وزارة خارجيتنا أغلبها أمانٍ مغلفة بالرجاء وتقدمها على أطباق من التسامح والمهادنة الى حد غض الطرف عن الأسى.
وشخصيا لا أكره أحدا كما أنني لا أحب أحدا إلا بقدر تعامله، فلا تعنيني الجنسية ولا العرق ولا المذهب بل يعنيني الشخص وتعامله معي، والعراقيون في حساب خانات الإحسان والإساءة مطالبون «قد شعر روسهم» ولا يحق لأحد الحديث نيابة عن الشعب في حق «مستحق» له ووضعه على طاولة المفاوضات خاصة ان الجهات الرسمية لجار الشمال لاتزال حتى اليوم ترمي بطعم الاعتذار للغزو وتسحبه كلما دعت حاجتهم السياسية.
وحتى نعرف حقيقة الحكومة الجديدة لجار الشمال أقدم هذه المعلومة بالمجان لوزارة الخارجية علها تستفسر ولو باستحياء عن حقيقة نظرة الحكومة العراقية لوجودنا كشعب، فقد أوردت صحيفة «الدار» العراقية في عددها الاثنين الماضي مقالا تضمن تجريحا ومساسا بكل شخص كويتي، ولا يهمني المقال لأننا تعودنا على شتائم «الدار» العراقية، ولكن الكارثة ان تنشر الصحيفة العراقية لوحة سيارة كانت تصدرها سلطات الاحتلال العراقي «وليس الصدامي» ومكتوب عليها «العراق ـ كويت» لترفقها الصحيفة مع المقالة.
الكارثة التي لا تعرفها وزارة الخارجية والتي توجب أن تقدم الخارجية العراقية اعتذارا عنها ان صحيفة «الدار» العراقية هي «صحيفة يومية عراقية» تصدر عن وكالة الأخبار العراقية أي انها ناطقة باسم الحكومة العراقية فهل نسمع اعتذارا أم اننا كالعادة ستنتهي مفاوضاتنا معهم بجملة «خير لفانا ولفاكم وشر تعدانا وتعداكم».
[email protected]