ربما يفضل البعض النظر الى النصف الفارغ من الكأس تشاؤما، والبعض الآخر ينظر بتفاؤل الى النصف المملوء، لكن لا أحد ينظر إلى الخط الفاصل بين النصفين، فهناك دائما بين كل أمرين متناقضين حالة اعتدال وتوازن تمثل خط الحــقيقة، والتي لا يراها هذا الفريق ولا ذاك.
ونحن في الكويت نفتقد سياسيا ومنذ سنوات خط الاعتدال السياسي، فإما متشائم مفرط يصور لنا البلد كأنه في مهب ريح، وإما متفائل يرى أننا «ماكلين شاربين وعسى الله لا يغير علينا».
وهذا التضاد المتناقض سببه التجاذب السياسي المحموم الذي يجري من وراء كواليس المشهد العام والذي لا نرى عادة سوى جزء منه.
هناك صراع سياسي قائم في الكويت، واصطفاف وتخندق بين اكثر من معسكر، وكل يروج لرؤيته عن الكويت بحسب مصلحته فهناك من يسوق لنفسه كمصلح لحال بلد يقترب من الفساد، وهو امر غير صحيح بمطلقه، وهناك من يروج أن الأمور بخير وعافية وهو ايضا امر غير صحيح ايضا، فالبلد حاله كحال أي بلد آخر، فيه الزين والشين، ليست بلادنا هي المدينة الفاضلة، ولكنها ايضا ليست مدينة شياطين كما يروج البعض هذا الأيام من اجل تكسب سياسي رخيص بل واستعراض سياسي لمصلحة أطراف ما.
لدينا انحراف كبير في الفهم السياسي لطبيعة الحالة السياسية الكويتية منذ سنوات، لكنه انحراف بدأ يستقيم مؤخرا لدى كثير من العامة الذين فهموا من يلعب لحساب من، ومن يروج لمن، وما هي أهدافهم.
وأتمنى ان نصل الى حالة اعلى من الوعي السياسي قبل انتخابات يوليو ٢٠١٧، حتى يصل المعتدلون غير المنتمين الى البرلمان، فلا نريد مؤزمين وطلاب شهرة سياسية كما اننا لا نريد متفائلين حكوميين حتى النخاع، فلا أولئك نفعونا ولا هؤلاء قدموا شيئا، والاثنان أضرا بنا وبالبلد.
لا المعارض المتشائم ولا الحكومي المتفائل، نريد شخصا يرى الكأس من المنتصف ويقدر الأخطاء وفق رؤية المصلحة العامة للبلد وليس المصلحة التي تصب في نهر حزبه أو تكتله أو توجهه السياسي.
< توضيح الواضح: الصراع السياسي دخل مراحله النهائية وأتمنى أن تكون نهايته لمصلحة الكويت.
< توضيح الأوضح: انتخابات ٢٠١٧ ستكون مفصلية في تاريخنا الديموقراطي.
[email protected]