كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أرضا خصبة لظهور الفاشينستات ممن يمتهن ترويج مستحضرات التجميل في الأصل والترويج للمطاعم كعمل جانبي مربح، فإن مواقع التواصل ذاتها أصبحت مرتعا خصبا لظهور السياسينيشتات او ممن يمتهن الاستعراض السياسي، من رجال ونساء.
احد السياسينيشتات ممن ينشط في وسائل التواصل الاجتماعي كناشط ومحلل ومعلق سياسي التقيت به بالصدفة في ديوانية وكان يتحدث عن الوضع السياسي في البلد و«يتحلطم» حول ما آلت إليه أمور البلد من سوء وعن حجم الفساد في المشاريع والمناقصات المليونية والحالة العرجاء للديموقراطية الكويتية، وكان «ابن الحلال» يتحدث بإسهاب وبتنظير سياسي كأنه في محاضرة نخبة، وسألته عن التركيبة السياسية للمجلس وإلى من ينتمي كل عضو او من يتبع سياسيا، فقال - لا فض فوه - انه لا يعرف حقيقة الانتماءات السياسية لأعضاء المجلس ولا يهمه أن يعرف ولا يريد أن يعرف ولكنه يعرف مخلصة واحدة حسب قوله ان: «البلد رايحه فيها»، أعدت السؤال عليه بإصرار فقط ليمنحني مبررا منطقيا لما وصل اليه من استنتاج تشاؤمي مظلم عن اوضاع البلد فقال لي: «هي جذي وخلص».
أمانة، لا يمكنك ان تصدر منطوق حكم على اي شيء ما لم تكن لديك حيثيات تسردها لتسوغ الحكم النهائي، وهو كما كل السياسينيشتات في مواقع التواصل الاجتماعي يطرح أمامك الحكم ولا يطرح الحيثيات التي قادته الى الحكم او النتيجة، هنا أمامك امران اما انه جاهل بما يتحدث عنه او انه موجه من قبل «معازيبه»، والتبعية السياسية تماما كما الجهل اسوأ من بعضهما، وهذا للأسف حال أغلب السياسينيشتات لدينا في البلد، يهرفون بما لا يعرفون او انهم يهرفون بما يلقنه لهم «معازيبهم»، وانا هنا لا اتحدث عن الكل بل عن الغالبية ممن يتناولون الشأن السياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيضلون ويضلون غيرهم سواء بقصد او عن غير قصد.
شخص لا يعرف واقع التوازنات السياسية في البلد ولا يعرف حقيقة الانتماءات لكل عضو او سياسي ليس ابدا مؤهلا للحكم على الوضع العام للبلد حتى وان ادعى ذلك، وهم ليسوا بأكثر من فاشينيستات يروجون لمنتجات لا يعرفون حقيقة تركيبتها ويضللون الجمهور بما يطرحون.
* توضيح الواضح: لست ابدا ضد ابداء الرأي وهو الحق الذي كفله الدستور للجميع ولكنني ضد ان يقوم بإصدار الأحكام السياسية من هو اصلا غير مهيأ للحكم على الوضع السياسي والذي يفتقر لأدنى مقومات الفهم البسيط للشأن السياسي العام في البلد.
* توضيح الأوضح: تحدث بوضوح حتى يفهمك الناس.
[email protected]