الباب القادم للتغيير وفق مشروع الشرق الأوسط الكبير سيكون عبر منطقة الخليج العربي، وتحديدا عبر دول مجلس التعاون الخليجي وجارتها.
التغيير السياسي الذي يحدث منذ 5 سنوات في دول العالم العربي مستمر ويزحف الآن بقوة واضحة نحو سواحل دول الخليج العربي، والأمر ليس عبثيا أو عشوائيا فوضويا كما يتخيل البعض، بل مخطط له وبشكل واضح.
البعض، بل الغالبية، رحب بما عرف بالربيع العربي، جميعنا سقط في فخ التصفيق في حفلات التغيير، ولا يلام هنا أحد ممن صفق، فقد شاهدوا بأم أعينهم حوادث سقوط أنظمة ما كانوا ليحلموا بسقوط وزير منها، ولا حتى في أبعد أحلامهم وحشية.
تساقطت قطع الدومينو ووقفنا نشاهد ونهلل ونشجع ونؤيد السقوط المدوي المتتالي، غير أحد منا لم ير من أسقط حجر الدومينو الأول، الذي أدى سقوطه الى موجة من الثورات وما تبعها من حراك في بعض الدول العربية، نتج عنها تغييرات جذرية في المنطقة ككل، حتى اليوم لا أحد يعرف من حرّك الحجر الأول، لم ننتبه الى خطورة اللعبة السياسية حتى وجدنا أنفسنا، بغير رغبة منا، جزءا رئيسيا من لعبة دمار غيّرت وجه المنطقة، فلن يعود الشرق الأوسط كما عرفناه، رأينا مقتل مئات الآلاف من الأبرياء وتهجير ملايين، وشاهدنا ولادة التغريبة السورية الأولى، في أسوأ وأبشع كارثة هجرة بشرية عرفها التاريخ.
أمواج التغيير القادمة مدها أعلى بكثير من قدرة مراكبنا على التحمل.
من الواضح أن الغرب اليوم يتجه بشكل متنام وواضح وجلي الى تحويل دولة جمهورية إيران الإسلامية لتكون شرطي الخليج من جديد، فالاتفاق النووي الإيراني- الغربي وفك الحصار الاقتصادي والتقارب الأميركي- الإيراني المشوب بالحذر المخفف وصفقات الأسلحة، كلها قرائن واضحة على وجود نية لإعادة رتبة الشرطي الى إيران.
دول الخليج العربي انتبهت منذ ما قبل الاتفاق الإيراني لتغير بوصلة الإدارة الأميركية، وقررت أن تبادر، فكانت عاصفة الحزم، وعاصفة الحزم التي أطلقتها المملكة العربية السعودية ليست سوى معركة حماية، وليست حربا على أحد كما يروج الغرب والروس إعلاميا، بل وكما يروج البعض منا فهي حرب دفاعية بالدرجة الأولى.
دول الخليج العربي حكومات وشعوب أمام تحد مصيري لمواجهة مد التغيير الجديد، وما تتخذه أنظمتها في دعم هذا النظام العربي أو ذاك لا يأتي حماية لها كأنظمة، بل حماية لدولها ككل، وتحركات ممثليها عالميا أو إقليميا سواء في قمة موريتانيا أو في الأمم المتحدة ليست سوى معركة دبلوماسية لإثبات علو كعبها سياسيا في المنطقة.
التغيير قادم، بل إنه يحصل الآن، وعلينا أن نقرأ العناوين الإعلامية السياسية تجاه دول ما، لنعرف أن منطقتنا هي الهدف القادم، وهذا أخطر ما في الأمر، وعلينا أن نعيد قراءة الواقع السياسي منذ ما قبل للعام 2011 حتى اليوم، لنعرف اتجاه بوصلة خط اتجاه التغيير.
توضيح الواضح: قانون جاستا الذي أقره مجلسي الشيوخ والبرلمان الأميركيين يشبه في فحواه وصداه وطريقة عرضه جلسة طارئة البنزين التي طلب عقدها النواب لدينا لمواجهة الحكومة وثنيها عن قرار رفع زيادة البنزين، كلاهما ترويج انتخابي سياسي مكشوف، فربعنا أمامهم انتخابات بعد أقل من عام، وأصدقاؤنا الأميركيون مقبلون على انتخابات رئاسية وتشريعية قريبا، هنا الفكرة واحدة والتطبيق مختلف.
[email protected]