أول شخص حصل على رخصة قيادة كان كارل بنز في العام ١٨٨٨ وكانت أقرب إلى ترخيص ممنوح له من السلطات لقيادة مركبته الآلية «سيارته» في الشوارع بعد أن اشتكى أهل المدينة من الضوضاء التي كانت تتسبب بها خلال سيرها في الشوارع.
شكوى سكان غراند دوتشي الألمانية من اختراع كارل بنز كانت السبب الذي دفعه لطلب رخصة القيادة تلك من سلطات المدينة لقيادة مركبته التي كانت تعمل بالمحرك بدلا من تلك العربات التي تجرها الأحصنة لتكون أول رخصة قيادة أو تصريح لقيادة مركبة في التاريخ.
كارل بنز كان هو المبادر لطلب تلك الرخصة التي تعتبر أول رخصة قيادة مركبة في التاريخ.
مبادرة كارل بنز كانت السبب الأول والرئيسي لنظام عرفه العالم اجمع منذ اكثر من ١٢٨ عاما، مبادرة غيرت وجه التاريخ.
المبادرات الفردية البسيطة غير المطروقة ربما تكون سببا في تغيير نظام العالم كله الى الأفضل.
نحن في العالم العربي نفتقد المبادرات الفردية الحقيقية، وحتى ان ولد لدينا مبادر لأي أمر فستجد ان الحكومة من جهة والشعب من جهة أخرى يعصرونه عصرا حتى يكره مبادرته ويلعن الليلة السوداء التي طرأت عليه فكرتها، الحكومة بدهاليزها البيروقراطية الطويلة المعقدة والشعب - ما شاء الله عليه وعلى حواليه - برميه للمبادرين بجملة «شدعوه بيعدل العالم مع فكرته» يقتلون كل جهد لأي مبادر ويقومون بوأد مبادرته في مهدها، حتى ان من يملك أي مبادرة حول أي قضية يحتفظ بها لنفسه فهو لا يدري «يلقاها من بيروقراطية الحكومة ام من سلبية الشعب؟».
يوجد موقع إلكتروني في الانترنت يشتري الأفكار من المشاركين فيه ويسوقها ويدفع مبلغا ماليا نظير تلك الأفكار أيا كان عمر أو المستوى التعليمي لصاحبها، موقع يدفع مقابلا لكل فكرة يقدمها المشارك في الموقع، فلم لا تخصص حكومتنا موقعا الكترونيا للمبادرين من أصحاب الأفكار من المواطنين والمقيمين؟ لا نريد منهم ان يدفعوا مقابلا لأفكارنا بل أن يقرأوها ويستمعوا إليها ويحتفظوا بها في قاعدة بيانات عامة ليعرفوا فيم وكيف يفكر الشعب والناس في البلد، ولا بأس من ان يدفعوا دينارا مقابل كل فكرة ترد اليهم ولو بشكل رمزي، وهذه مبادرة مني قد تبدو مستحيلة أو غير منطقية، ولكن من كان يتخيل أن كارل بنز سيطلب رخصة قيادة في زمن كانت فيه عربات الأحصنة اكثر من العربات ذات المحرك؟!
[email protected]