جون يبلغ من العمر 57 عاما هكذا يدعي وإن كان يبدو اصغر من عمره بكثير، زار 90 بلدا منذ ان بدأ يعمل في صناعة الترفيه الفندقية قبل اكثر من 32 عاما، غادر إسكتلندا ولم ينل شهادة الثانوية العامة، وبدأ عامل تنظيف في فنادق لندن، ومن عامل بسيط إلى مسؤول في سنوات قلائل، وبدأ مع سلسلة فنادق 5 نجوم ومع تنامي صناعة الفندقة عالميا قبل ٢٥ عاما بدأ يتنقل من فندق الى آخر ومن بلد الى آخر، حتى اكتشف انه طاف نصف الكرة الارضية وزار القارات الخمس.
سألته عن رؤيته للبلدان التي زارها وتجاربه مع شعوبها، والمشاريع التي عمل على إنشائها في كل بلد، فضحك قائلا:«انت من الكويت وهنا مربط خيل سؤالك... وسأجيبك أن بلدكم يمتلك كل المقومات لأن يكون رقما صعبا سياحيا ليس في المنطقة فقط بل في القارة كلها، فأنتم شعب مضياف بالفطرة، ولكن قوانينكم الجامدة جدا وبيروقراطيتكم الطويلة بدورتها المستندية التي لا تكاد تنتهي، سبب رئيسي لتعطل اغلب مشاريعكم او حتى تلك المشاريع التي يفكر مستثمرون اجانب في إقامتها بأرضكم، ناهيك عن كمية الفساد السياسي التي يمكن ان تعطل اي مشروع حيوي حتى ولو كان قائما، وهذه أمور رأيتها بعيني وسمعت عنها عندما كنت اعمل في الكويت، ناهيك عن حجم العمولات التي لا تكتب ولا توثق لتمرير بعض تلك المشاريع وهذه يعلمها القاصي والداني، والأخيرة ليست مشكلة كويتية خاصة بل مشكلة عالمية ولكنها لديكم ولدى بعض الدول العربية واضحة وضوح الشمس ما تجعل المستثمرين الأجانب يتخوفون من خوض غمار أي مشروع او عطاء في بلدكم».
من حديث المساوئ الى حديث الجماليات في بلدنا يقول جون:«عدت الى بلدتي في إسكتلندا قبل ثلاث سنوات وسألني أصدقائي عن البلدان العربية والإسلامية التي زرتها واستغربوا كيف تمكنت كمسيحي من ان أعيش في بلدان غالبيتها من المسلمين الذين يعتبرونني كافرا، ولم اجبهم لأنهم لن يفهموا حتى ولو شرحت لهم، وبعدها طلبت ان اذهب معهم الى الحانة الوحيدة في البلدة لنكمل سهرتنا، فأبلغوني بانهم يفضلون ان نكمل سهرتنا في منزل احدهم لأنه بعد الساعة العاشرة ليلا ليس من الأمان ان نذهب الى الحانة لأن الشوارع فيها تمتلئ بالشبان السكارى والمتنمرين الذين يمكن ان يتعرضوا لنا، هنا قلت لهم انني في دبي اعود الى منزلي بعد الساعة الثانية ليلا ولا اشعر إلا بالأمن والأمان غير خائف لا على نفسي او على ممتلكاتي، وكذلك في الكويت وطهران وكوالالمبور والقاهرة ودمشق، طبعا ذلك قبل ثورات الربيع العربي، وأبلغتهم بأنني هكذا عشت في بلاد المسلمين لأكثر من ٢٠ عاما والآن في بلدتي مسقط رأسي ورأس أجدادي علي ان اعود قبل العاشرة مساء، بالدليل المنطقي اثبت لهم، ان مشكلة المسلمين ليست فيهم بل في نقل الاعلام العربي لصورتهم».
الإسكتلندي جون في حديثه معي تماما كما المؤرخ الزعفراني في مسرحية على هامان يا فرعون كما يقول عنه عبدالحسين عبدالرضا: «الزبن في الزعفراني انه يقول الشين والزين».
[email protected]