الحكومة الجديدة وإن لم تختلف عن السابقة سوى بما نسبته ٤٠% فإنه يجب أن نؤمن بأنه وبتغير ٦٠% في المجلس سيكون أداؤها مختلفا بما يتساوى مع نسبة اختلاف مخرجات الانتخابات، أليس هذا ما يفترض أن يكون منطقيا؟!
***
أما الرفض النيابي المستبق وقبل جلسة قسم الحكومة الجديدة فلا يعدو كونه- بحسب ما نفهم سياسيا- استعراضا نيابيا لا أكثر، وأفهم وأتفهم كثيرا اعتراض النواب خاصة المعارضين على عودة بعض الوزراء السابقين إلى مناصبهم، غير أن اعتراضهم على الوزراء الجدد لا يعدو كونه محاولة لوضع العصا في العجلة، لا لشيء إلا من اجل خلق حالة استباقية من التأزيم، وكمثال وليس استشهادا على المطلق فإن الاعتراض على توزير د.فالح العزب لا يعدو كونه اعتراضا من اجل الاعتراض لا اكثر ولا اقل فلا مبرر حقيقيا على الاعتراض على توزيره، لكنهم اعترضوا فقط من أجل أن يسجلوا نقطة اعتراض ضده، فهل من سبب مقنع هنا؟!
أبدا لا يوجد منطق للاعتراض سوى انهم يريدون الاعتراض فقط، فلا موقف سياسيا ضده ولا موقف أخلاقيا ولا أي نوع من أنواع المبررات، لكنه الاعتراض من أجل الاعتراض، ولتسجيل موقف سياسي مسبق تجاه رجل لم يعرف عنه سوى الوطنية والاعتدال في الطرح، لكن لأنه لا يوافقهم في الطرح فهو أولى بالاعتراض، بل إنهم بالغوا عبر اعتراضهم ضد توزيره برميه بأشياء هو أبعد ما يكون عنها، فالرجل أولا وقبل كل شيء خبير دستوري من طراز نادر ومتحدث لبق ويوثق حجته عند حديثه بالأدلة والوثائق القانونية وحجته تساوي ألف حجة مما يعدون، لكن لأنه ليس على هواهم فهم لا يريدونه ويخشون قوة حجته في المجلس، ولا ألومهم، فالرجل لمن يتتبع أحاديثه المتلفزة والمتوافرة على قنوات اليوتيوب قادر على رد الحجة بالحجة ومقارعتها بالأدلة الدامغة، وهذا ربما ما لا يريده أو يشتهيه المعارضون ولن أقول المعارضة.
***
وللأمانة، تنكشف المعارضة الجديدة في حالة واضحة أمام الجمهور فقط عندما تهاجم الشخصيات السياسية وفق المنصب الذي يوكل اليهم، فمثلا الشيخ سلمان الحمود الذي تولى مجدداً وزارة الإعلام ووزارة الدولة لشؤون الشباب كان هدفا لهم قبل فترة من إعلان تشكيل الحكومة، كونه وزير الدولة لشؤون الشباب والرياضة، وقالوا فيه ما لم يقل مالك في الخمر، فقط لأنه يتولى منصب وزير الدولة للرياضة والشباب والموكل إليه حل الملف الرياضي الشائك، لكن عندما تردد أنه سيترك هذه الحقيبة توقف هجومهم عليه وهو ما يعني أن الهجوم ليس ضد شخص الشيخ سلمان الحمود بل ضد كل من يتولى هذا الملف حتى ولو كان اسمه جورج، فهم يريدون، وكما هو واضح، رأس الناطور وليس العنب، وكنا وللأمانة نربأ بالمعارضة أن تنحو هذا المنحى، لكن للأسف هذا هو ما يحصل اليوم.
فالمعارضة الجديدة ومنذ إعلان نتائج الانتخابات الماضية وهم يعيدون تكرار أن المستهدف هو من يتولى المنصب بغض النظر عن انتمائه أو شكله السياسي أو اسمه، وهدفهم ، وكما هو واضح وجلي، هو الهجوم من اجل الهجوم، وهذا أمر لا يبشر بخير، ويعني أننا أمام معارضة ولدت من أجل المعارضة فقط، والاعتراض ضد أي شيء فقط من أجل إثبات حجتهم أو وجودهم وهذا يعني أنهم جاؤوا من أجل التأزيم وهو ما أربأ بهم عنه، فهم ممثلون للشعب وليسوا ممثلين لأشخاص أو قوى سياسية.
دستوريا، لا يحاسب الوزير على ما سبق توزيره من أعمال في الوزارة التي تولى مهام حقيبتها، لكن من يدعون المعارضة يضربون بهذا المنطق عرض الحائط ويستبقون كل شيء فقط لأن الأمر لم يأت على هواهم، وهذا لا يستقيم مع صحيح المنطق الذي يدعوننا إليه أو الذين يدعون انهم يرفعون شعاره.
على الأقل انتظروا شهرا أو شهرين ثم استجوبوا من شئتم من الوزراء، أما هذا التكسب السياسي الذي تمارسونه فليس بأكثر من محاولات لوضع العصي في دواليب العجلة السياسية.
***
توضيح الواضح: من السهل اكتشاف حالة التسلل السياسي بمجرد المراقبة بعين المنصف للبلد.
[email protected]