مشكلتنا الأزلية في هذا البلد ان الغالبية مع تطبيق القانون وإقامة الديموقراطية الكاملة وحرية الرأي شريطة ألا يمسه او يمس عائلته او قبيلته او طائفته او تياره، عدا ذلك هو ديموقراطي ناشط في مجال الحريات وقانوني من طراز خاص.
طبقوا القانون على غيري بل أطالبكم وأدعوكم الى ان تطبقوه على غيري وسأهاجمكم حتى تطبقوه على من تجاوزه، اما ان مسني قانونكم الذي انادي به على غيري فأنا سجين رأي وانت هنا أراكم تتعسفون معي.
***
هذه باختصار معضلتنا، ليس في الكويت فقط بل في الوطن العربي كافة، ازدواجية التفكير والتعاطي مع الامور الثابتة بمكيالين مختلفين، وتصوير الامر يأتي حسب أين نقف لا وفق المبدأ الثابت.
***
جميعهم قانونيون دستوريون ناشطون في حقوق الانسان، حتى يتجاوزوا هم القانون ثم يطبق عليهم، هنا يصبح القانون لا قانون والدستور كأن لم يكن.
***
نحن وهنا أعترف بأنني جزء من هذا التفكير الجمعي بدرجة ما بلحظة ما، وما لم نتخلص من ازدواجية التفكير في التعاطي مع صحيح القانون بشكل مبدئي فسنظل كل انتخابات نخرج ذات النتيجة وذات الوجوه او وجوه مختلفة بذات النهج والفكر، وفي النهاية نسأل أنفسنا من صوت لمن ومن باع «الكظية» ومن اشتراها؟!، ولم لا يتطور البلد؟! ولا يتقدم الا بقدر تقدم سلحفاة «عرجاء».
***
ما دمنا اسرى لتفكيرنا المزدوج، فسننتج ذات المعضلة، فالمشكلة لا تلد إلا مشكلة، وعقلية مثل هذه العقلية المزدوجة لا ينتج عنها سوى قرارات عاطفية فيستمر جنون السياسة إلى ما لانهاية، وستكون نتائج ٢٠١٦ نفس نتائج ٢١١٦ «يا للا العافية».
***
بعد هذا كله نتساءل، لم نحن طائفيون عنصريون متخندقون؟، البعض يرى ان الدولة وبسبب عدم عدالتها تسببت في تحزب البعض ولجوء البعض الى دولتهم القبلية او وطنهم المذهبي او اتحادهم الفئوي، وهذا صحيح بجزء يسير، ولكن الصورة العامة هي ان السبب الرئيسي والعام هو ان الشعب نفسه بازدواجية معايير اغلبه من القانون سمح بهذا، فخلق دويلات الطائفة والقبلية والفئوية.
***
اذا ما أردنا ان نحل المشكلة فلا بد ان نتعامل بواقعية مع مجتمعنا، فأي حل مبني على مثالية المجتمع هو تعميق للمشكلة، المجتمع ليس مثاليا، وفي مقالي هذا لم أعزل نفسي عن مشكلة المجتمع، فأنا ارى انني أعاني مما يعاني منه المجتمع من تلك الازدواجية التي متى ما تخلصنا منها ـ وهو امر بحاجة الى وقت طويل ـ فسنتطور وسيكون لدينا مجلس امة يمثل ـ حقيقةـ إرادة الامة، ولن نسأل بعدها من صوت لمن؟.
***
أي شخص يدعي المثالية في وضعنا السياسي الحالي ويتحدث وكأنه يعيش في المدينة الفاضلة هو احد شخصين اما كاذب أشر او انه شخص تمكن بطريقة او بأخرى من الهرب من مستشفى المجانين، وما اكثر الكذابين خاصة ممن منحوا أنفسهم لقب نشطاء سياسيين.
***
توضيح الواضح: لا يخلو المجتمع من العقلاء السياسيون ولكن العقلاء لدينا في السياسية أغلبهم لاذ بصمت الحكمة.
[email protected]