في المشهد الأخير من احدث سلسلة «ستار ترك» تظهر سفينة الفضاء المسماة «الانتربرايز» وهي تخضع لإعادة بناء شاملة بعد أن دمرها الأعداء، وللأمانة، السؤال الذي خطر في بالي ككويتي وأنا أشاهد الفيلم هو:«يا ترى على من رست مناقصة إعادة بناء الانتربرايز؟!».
لا اعتقد أنني الكويتي الوحيد الذي يمكن أن يكون قد خطر في باله هذا السؤال «المناقصاتي»، فمن كثرة ما نرى ونشاهد ونسمع عن المناقصات أصبحنا نشك حتى في ميكانيكي سياراتنا حتى ولو كان يريد أن يمسح زجاجها تحببا أو تلطفا.
لست خبيرا ماليا ولا مهندس مشاريع ولا عالم رياضيات، ولكن اعتقد أن أموال المناقصات المعلومة وغير المعلومة التي صرفت خلال الخمس سنوات الماضية كان يمكن أن تبني طابقا آخر للكويت، الطابق الأرضي الذي نعرفه ونعيش فيه وطابق ثان يبنى للأجيال القادمة «تلك الأجيال التي حتى هذه اللحظة لا نعرف في أي قرن سيولدون»، فكمية الأموال التي أعلنت أرقامها في ميزانيتين تنمويتين خيالية مقارنة بحجم بلدنا الصغير جدا.
ومع هذا كله يأتيك من يروج لوثيقة الإصلاح الاقتصادية ويبرر لضرورة تطبيقها وهي التي تضم في بنودها هجوما ممنهجا على دخول محدودي ومتوسطي الدخل ومنها مثلا خصم ١٠% من دعم العمالة الذي يمنح للمواطنين العاملين في القطاع الخاص، ورفع الدعوم والخدمات والرسوم بل واستحداث رسوم جديدة، ولم تتطرق تلك الوثيقة التي هي الآن في حكم النافذة إلى الهدر في المشاريع المليارية، ومنها على سبيل المثال جامعة الشدادية المشروع التعليمي العملاق والذي منذ ١٤ عاما تحت الإنشاء، طبعا هذا المشروع كقياس ظاهر وواضح للعيان هناك غيره العشرات، هنا نتحدث ونار مليارات خطة التنمية التي لم تبرد بعد، فلم يكون المواطن في وثيقة الإصلاح الاقتصادي هو المذنب رغم انه ليس شريكا في أي من جرائم هدر المشاريع، ومع هذا تم اعتباره مذنبا وأدين وحكم عليه بان يدفع من جيبه ما يعدل ميلان الخزينة العامة.
توضيح الواضح: باختصار ولي امرنا التنفيذي.. «الحكومة» حصل على قرض بقيمة ١٠ آلاف دينار ليرمم منزلنا الصغير، ولكنه ولأنه لم يراقب المقاول الموكل إليه المشروع فترميم منزلنا لم يتم والمقاول «اخذ فلوسنا وراح»، ولم يشتك عليه احد ولم يطالبه احد بالغرامات الناتجة عن عدم إنجازه عمله، فهل من حق أبونا «الحكومة» أن يخصم مصروفنا نحن الأبناء؟! هل يحق له أن يعاقبنا بجريرة المقاول؟! المنطق واللامنطق وعلم الإيحاء ومذهب اللامنتمين كلها تقول انه لا يحق له هذا، غير ان هنا يحصل العكس... وسلامتكم.
[email protected]