لنفرض أن مجموعة الـ26 التي تشرف أعضاؤها بمقابلة صاحب السمو الأمير الأسبوع الماضي هي جماعة ضغط، وإن كنت أرى شخصيا أنها جماعة رأي ومشورة مشكلة من مواطنين حملوا وجهة نظرهم وليسوا جماعة ضغط، كما ذهب كثير من الكتاب الذين رأوا في تحركهم التفافا على عمل السلطة التشريعية أو تدخلا في عمل السلطة التنفيذية.
ولنفرض أنهم لوبي ضغط يتحرك على أكثر من اتجاه ضد أو مع قضية ما، غير أن ما فعلوه كان تحت الشمس وعلى سمع وبصر الجميع ولم يحملوا أجندة سرية بل أعلنوا وبكل شفافية هدفهم من اللقاء.
ولنفرض أن هناك جماعة أخرى ستحمل اسما اصطلاحيا آخر وهو جماعة الـ 27 وغيرها ستحذو حذوهما وتحمل مجموعة الـ 30 سواء من وجهاء البلد أو من أصحاب الخبرة والاختصاص أو حتى من وزراء سابقين وسيسعى أصحاب كل مجموعة لمقابلة القيادات في الدولة سواء صاحب السمو الأمير أو سمو ولي العهد أو سمو رئيس مجلس الوزراء لنقل وجهات نظرهم تجاه ما يحدث أو تجاه أي قضية مثارة حاليا، فلا يوجد مانع من مثل هذه التحركات مادامت تتم تحت الشمس وبشفافية خالصة، يكفيهم أنهم أعلنوا تحركاتهم على الملأ ولم يخفوا شيئا ولم يدخلوا الأبواب الخلفية.
وكان الأولى بالرافضين من منتقدي حركة الـ 26 أن يرفضوا تحركات لوبيات (الساعة 12 بالليل) التي يتحرك أصحابها بعيدا عن أعين الإعلام وفي كل اتجاه ويقومون بعقد اجتماعات مغلقة وغير معلنة مع نواب ووزراء وتجار بعيدا عن أشعة الشمس لتخرج اجتماعاتهم بعدها بتوصيات نرى أثرها على الساحة السياسية على شكل تجاذبات نيابية ـ نيابية وتشكيك في الولاءات وتصريحات نارية تدق الأسافين في أرضية الوحدة الوطنية يطلق بعضها نواب وبعضها الآخر كتاب أو كتل سياسية.
يكفي جماعة الـ 26 أنهم تحركوا بكل شفافية على العكس من جماعات لوبيات الظلام التي تسير ومنذ سنوات وتحديدا منذ 10 سنوات بأجندات مشبوهة غير معلنة، وإن كشفت شخصيات المنتمين إلى كل لوبي من لوبيات «الساعة 12 بالليل» مؤخرا إلا أن أجنداتهم التي تهدف لمصالح شخصية ضيقة لاتزال مجهولة لدى الكثيرين.
فتحية لجماعة الـ 26 لاتباعهم أسلوب الشفافية وإن كنا نختلف معهم في بعض ما طرحوه، ونصيحة لكل من رفض تحركهم: عليكم أن ترفضوا جماعات لوبي «الساعة 12 بالليل» أولا، لا أن ترفضوا من يتحرك في وضح النهار، فصلاة جماعة الـ 26 كانت جهرية سمعنا الآيات التي تلوها وعرفنا الدعاء الذي دعوا به، أما صلوات لوبيات الظلام فجميعها سرية فلا نعلم أي آيات قرأوا ولا أي دعاء دعوا به علينا وعلى البلد في اجتماعات «الساعة 12 بالليل».
[email protected]