الكل الآن وبحسب كل المعطيات المتوافرة يستعد للانتخابات المزمع إجراؤها في شهر يونيو المقبل، وذلك على فرضية ان المجلس الحالي سيبطل في الأسبوع الأول من مايو المقبل بحسب ما هو متوقع، ذلك يعني أن الدعوة للانتخابات ستحدد بين الأسبوع الأول من يونيو المقبل والأسبوع الأخير منه، وفي الحالتين أو بالتوقيتين ستكون الانتخابات في شهر رمضان المقبل وهو أمر متوقع جدا بل ووارد ولا يزال الأمر السياسي الأكثر احتمالية، فإذا كان حكم المحكمة الدستورية إبطال المجلس الحالي بتاريخ 3 مايو موعد النطق المنتظر فهذا يعني أن مرسوم الدعوة للانتخابات يفترض أن يصدر في ذات الأسبوع من يوم النطق بالحكم وان تستقيل الحكومة بذات الأسبوع الذي يصدر فيه حكم الإبطال بل بذات الجلسة ستصدر فيها مرسوم الدعوة للانتخابات كما حصل في مرسوم الدعوة لانتخابات يوليو 2013، السيناريو هو ذاته يتكرر والأحداث والظروف والمعطيات هي ذاتها التي ستخلق مجلسا جديدا اسمه مجلس يونيو 2017، ربما يرى البعض أن هذا الأمر بعيد أو غير وارد ولكنه ممكن بل إنه الأرجح والأكثر توقعا في أن نشهد انتخابات برلمانية مبكرة هذا الصيف بل وتكون ثاني انتخابات برلمانية تعقد في شهر رمضان بتاريخ البلاد، وأنا شخصيا وكرأي مستقل أعتقد أن هذا ما سيحدث وما زلت مصرا على أن هذا المجلس الحالي سيبطل أو يحل، وان كنت ادفع بانه سيبطل دستوريا لسبب أن الحكومة التي أصدرت مرسوم الدعوة إلى الانتخابات الماضية هي حكومة غير دستورية الطابع والشكل لخلوها من وزير محلل إذ ان الوزراء المحللين الثلاثة استقالوا قبل إصدار الحكومة مرسوم الدعوة إلى الانتخابات وبالتالي تكون تلك حكومة غير دستورية ودعوتها للانتخابات غير دستورية ما يستوجب إبطال المجلس، وهو رأي دستوري قانوني يرى به جميع المحللين السياسيين بل يراهنون عليه.
هل يمكن أن تكون الانتخابات المقبلة هي الانتخابات الرمضانية الثانية في تاريخ الحياة البرلمانية؟! نعم محتمل جدا بل ووارد أن نعيش أجواء انتخابات مبكرة لا يفصلنا عنها سوى اقل من 50 يوما.
أما ما سيحدث في المجلس خلال الـ 50 يوما المقبلة فمجرد جلسات اعتيادية جدا، وستكون مجرد استعراض سياسي استعدادا لما هو مقبل خاصة من قبل النواب المعترضين، طبعا هذا لا يعني أبدا أن أيا من نواب المعارضة لن يحاول استباقيا تفجير قنبلة استجواب لرئيس الوزراء ولكن الوقت لن يكون متاحا لمثل هذا الاستجواب وسيكون الوقت متأخرا جدا للمعارضة لان ترتكب مناورة سياسية من هذا النوع والحجم.
الواضح ان شبح الإبطال يطل برأسه وان انتخابات برلمانية قريبة جدا وان الخارطة السياسية ستتغير مجددا وهذه المرة ستكون المعارضة قد خسرت المزيد من حظوظها في الوصول الى البرلمان الرمضاني الثاني.
[email protected]