كتبت مقالاً الأحد الماضي عتبت فيه بشدة على القائمين على تلفزيون الكويت في نقص تغطية كارثة غرق بعض الشوارع وكيف أن التلفزيون عجز عن أن يواكب حجم الحدث «إخباريا» لحظتها وتزامنا مع وقوعها والذي كان يومها حديث مشتركي وسائل التواصل ثانية بثانية، بينما تلفزيون الدولة الرسمي وفي ذلك الوقت غاب مؤقتا في الساعات الأولى للحادثة بينما كانت الناس بحاجة إلى أي إعلان أو تغطية رسمية حقيقية وهو ما لم يحدث في ذروة تنامي الكارثة، فكتبت في مقالي أن هذا يستوجب محاسبة لمن أغفل وأهمل حضور التلفزيون الرسمي ليؤدي دوره.
في ذات يوم نشر المقال هاتفني الوكيل المساعد لشؤون الأخبار محمد بن ناجي الذي لم ينكر حدوث خطأ في المتابعة لحظتها وأنه خطأ استجوب المحاسبة للمقصرين وتمت محاسبتهم بالفعل، ولكنه ذكر أن هذا الخطأ قد تم تلافيه في وقت قصير وقام قطاع الأخبار بتضمين نشراته التالية لوقوع الكارثة لكل ما يتعلق بها، وطوال يوم كامل تمت تغطية الخبر بالكامل ميدانيا وإخباريا.
وذكر انه تم استعمال الشفافية المطلقة في التغطية الخبرية اللاحقة لكل ما يتعلق بالموضوع، بل تم تخصيص برامج خاصة أو حلقات خاصة من برامج لمناقشة أسباب وأبعاد ما حصل دون مجاملة لأحد، وذكر أن التغطيات الإخبارية التي قام بها قطاع الأخبار لم تبث على تلفزيون الكويت فقط بل في جميع حسابات قطاع الأخبار في تويتر وانستغرام وبشكل لحظي وتتابعي للحدث.
اتصال الوكيل المساعد لشؤون الأخبار وضع- بالنسبة لي على الأقل- النقاط على الحروف، خاصة أنني لم أشاهد سوى نافذة زمنية للحدث امتدت بين الساعة العاشرة والساعة الواحدة ليلا عشية الكارثة وبناء عليها كتبت مقالي.
قطاع الأخبار بالإضافة إلى قطاعات أخرى في وزارة الإعلام تطورت بشكل لافت ومميز، وتلفزيون الكويت للأمانة تحول من تلفزيون حكومة إلى تلفزيون دولة، وتحول من تلفزيون لا يشاهده أحد إلى تلفزيون منافس، ولابد أن ينسب الفضل إلى أهله، وهو أن ذلك نتاج عمل وجهد ورؤية الوزير السابق الشيخ سلمان الحمود، ليكون الوزير الوحيد في الكويت الذي ومنذ 20 عاما يسلم وزارة إلى خلفه دون أن تحسب على الوزير الجديد إرثا ثقيلا عليه.
[email protected]