[email protected]
يبدو أن معظم أعضاء مجلس الأمة الحالي يعتقدون انهم لا يزالون مرشحين، ولم تتبلور لديهم فكرة انهم نواب حتى الآن! فخطاباتهم وتصريحاتهم وكلماتهم هي تصريحات مرشح لا يزال يحاول أن يقنع الناخبين ويكسب ودهم، وليست تصريحات ولا خطابات نائب يشرّع ويراقب باسم الأمة!
تصريحاتهم اقرب إلى تصريحات الندوات الانتخابية حيث تغلب لغة التحدي والاستعراض الذي يحبه جمهور ندوات الدوائر في الأعراس الانتخابية، لم يتجاوزوا حتى الآن فكرة انهم مرشحون، فخطاباتهم تحت قبة البرلمان موجهة لناخبين وليست موجهة للأمة كونها أصلا تخلو من النفسين البرلمانيين التشريعي والرقابي، وليست اكثر من خطاب مجتزأ من ندوة سابقة له يستغل الدقائق الممنوحة له في كلمته ليهاجم هذا الوزير أو ذاك أو تلك الجهة، ليس بهدف تشريعي بقدر ما هو بهدف جمع مقطع فيديو يبين فيه لناخبيه في الانتخابات القادمة ليضمه الى فيديو يروجه عن نفسه انه أوقف ذلك الوزير أو هدد باستجواب رئيس الوزراء أو انه هاجم رئاسة المجلس في موقف ما!
الدليل على ما اقوله أن هذا المجلس هو الأكثر تهديدا في الاستجوابات لقضايا تستحق وقضايا اخرى كثيرة لا تستحق.
نعم اغلبهم يريد أن يجمع اكبر عدد من مقاطع الفيديو له تحت قبة عبدالله السالم يظهر فيها كنمر شرس يهاجم الحكومة.
الجلسات كلها ومنذ بداية انعقاد الدور الحالي وهي بهذا الأسلوب النيابي، بدليل انه وحتى اليوم لم يلتئم المجلس بشكل برلماني صحيح الا مرة واحدة أقر فيها قانونا واحدا، وجميع الإصلاحات الشعبية من إعادة الجناسي الى تجميد الوثيقة الاقتصادية تمت خارج البرلمان وبمبادرات حكومية وليست بضغط نيابي، على الأقل الضغط النيابي لم يقف في مكانه الصحيح تحت قبة البرلمان، لا ننسى طبعا ان النواب اشغلونا بصراعاتهم النيابية- النيابية التي استهلكت وقت المجلس بهجوم وهجوم مضاد.
لم ننتخبكم من اجل أن النائب فلانا لديه مشكلة مع النائب «فلنتان»، او ان يستغل بند الرسائل الواردة لتوسعته على حساب بنود اخرى اهم واخطر.
في جلسة مناقشة برنامج عمل الحكومة مثلا كانت حالة الاستعراض الانتخابية لدى بعض النواب في أعلى حالاتها، فبدلا من رفض البرنامج ككل او حتى مناقشته لتعديله او تبيان أخطائه تم استغلال الجلسة لتكون مجرد منصة هجوم على الوزراء وانتهت الجلسة دون نتيجة طبعا كحال 99% من الجلسات، وكانت النتيجة فقط مجموعة فيديوهات مستقبلية لنواب سيستخدمونها لاحقا في الانتخابات القادمة وهم يستعرضون قدراتهم الهجومية الكلامية!
هذا المجلس بالنسبة لبعض النواب مجرد خيمة انتخابية كبيرة وليس برلمانا شعبيا للتشريع والرقابة!