تبدل المواقف للتيارات السياسية والكتل البرلمانية امر طبيعي جدا، ولكن غير الطبيعي في تغير المواقف هو ان يتم هذا التغيير ويحصل في اقل من اسبوعين، دون مقدمات او عرض لأسباب التغيير على الأقل امام الشعب او حتى النخب السياسية، وتبرير سبب التحول واستعراض المستجدات التي ادت الى هذا التغيير من يسار ضفة نهر المعارضة الى يمين مركب الحكومة.
هذا دليل على ان هذا التيار الذي قام بتغيير مواقفه من النقيض الى النقيض «مو محترم أحد» تماما مثل عجوز تعود على الانعطاف بسيارته دون ان يستخدم الإشارة، بالكويتي «يلف وما يطق إشارة».
في جلسة مناقشة الاستجواب غدا سيتضح هذا جليا وواضحا بأن كتلا سياسية ونوابا معارضين قد تحولوا الى مدافعين عن الحكومة بل ربما بعضهم سيكون وزيرا اكثر من الوزراء، والمسألة ليس لها علاقة ابدا بالاستماع الى ردود رئيس مجلس الوزراء والاقتناع بها او عدم الاقتناع فالمسألة انهم سيكونون دروعا بشرية ضد الاستجواب لانهم قرروا ذلك ويريدون ذلك وقضية ان تفهم يا مواطن سر تحولهم هذا آخر اهتماماتهم.
على الجانب الآخر بعض المستجوبين يغالي «نعم يغالي» في توجيه الاستجواب بدليل ان المعارضين الذين لم يغيروا مواقفهم اصدروا حكما ضد الرئيس قبل الاستماع لإجاباته، وإذا كنت ترى ان المتحولين من المعارضة سيئون سياسيا فأنا أرى أن المغالين في المعارضة بذات السوء السياسي.
لماذا اراهم سيئين؟! لأنهم عطلوا اعمال المجلس في صراعات سياسية جانبية تأكل من وقت الأمة وتسرق من جلسات مجلسها دون طائل او فائدة للناس.
جلسة الغد لن يتبين فيها الخيط الأبيض من الأسود سياسيا فقط، بل سترون حقيقة المجلس وترون من يعارض من اجل الصراع السياسي المستمر ومن يدافع عن الحكومة بعد ان كان يهاجمها، طبعا سترون عملاء مزدوجين غدا وهم الظاهرة الجديدة في هذا المجلس إذ إنهم يعارضون بالصوت فقط والتصريح ولكن عندما يأتي التصويت تجدهم يصوتون مع الحكومة، وهذه حالة ازدواج تكررت 4 إلى 5 مرات في الجلسات الثلاث الأخيرة، ووجدنا من يرفع الصوت معارضا لسياسات الحكومة ويصرح بهذا بل يطلب الكلمة ليشرح موقفه المعارض الرافض ولكن عندما يأتي التصويت نجده «موافق».
توضيح الواضح: هل تعتقدون أن مجلس 2013 كان سيئا إلى هذا الحد؟! انتظروا فقط لتروا ما سيحصل خلال الجلستين المقبلتين وستترحمون على مجلس ٢٠١٣ و«تتصدقون عنه بعد».
توضيح الأوضح: كان يوجد معارضة ويوجد حكوميون وكذلك مستقلون، الآن يوجد نوع رابع اسمه المتحولون وهؤلاء الأسوأ.
[email protected]