يشتكي كثير من ناخبي الدائرة الرابعة ان اغلب من يمثلون الدائرة من النواب أغلقوا اجهزتهم الهاتفية تماما بعد ان نجحوا وأصبحوا لا يردون على الناخبين إلا بوسيط، بعد ان كانوا يمشون ويهرولون ويركضون بل وأحيانا يطيرون طيران الهداهد نحو هذا الناخب وذاك الناخب وتلك الناخبة بحثا عن صوت يضمن وصولهم، بل قد تدمع عينا احدهم عندما كان مرشحا أمام الناخبين في ديوانية وذلك استدرارا لعواطفهم ليحصل على صوت أو صوتين من رواد تلك الديوانية، ولكن ما ان أعلن فوزه رسميا كان أول ما فعله هو انه أغلق موبايله أو حتى فصله من الخدمة أو سلمه لسكرتير سكرتير سكرتيره ليرد بانتقائية على هذا أو ذاك ممن يسعون للاتصال بالمرشح من اجل معاملة أو مساعدة في استرجاع حق لهم.
مشكلة نواب «انجح وسكر تلقونك» انهم يعتقدون بأن معادلة ضمان استمرارية الكرسي خاصة في الدائرة الرابعة هي ان تضمن مجموعة مكونة من 1000 صوت من مجموعتك أو عائلتك أو قبيلتك ثم تقوم بتسليط ضوء اهتمامك عليهم وتجعل لهم الأولوية في تخليص معاملاتهم والرد عليهم شخصيا كونهم الأكثر تأثيرا والأقرب وعددهم مضافا اليه ٥٠٠ من الأصوات المشتتة يعتبر قاعدة انطلاق نحو نجاح قادم في الانتخابات القادمة، والحقيقة ان هذه الخدعة في الاهتمام بمجموعة 1000 شخص كان يمكن ان تنجح إبان انتخابات الأصوات الأربعة، ولكن في ظل الصوت الواحد هذه الحركة الاحتكارية في دائرة الألف صوت أصبحت غير ناجحة على الاطلاق ولا تضمن نجاحا قادما لأي من النواب العشرة في الدائرة الرابعة، فكلهم من الأول حتى العاشر في دائرة احتمالية الخروج، فالصوت الواحد تسبب في تضييق احتكار المقعد، وفي الوقت نفسه فتح باب الاحتمالات على مصراعيه لان ينجح أي شخص من خارج دائرة القبائل الأكثر تمثيلا أو أصواتا في الدائرة، كما فتح باب نسبة تغيير النواب بين انتخابات وأخرى ليصل الى 80% في كل دورة كما حصل في المجلس السابق، اذ شهدت الدائرة الرابعة نسبة تغيير بلغت 80% بين مجلسي 2013 و2016 أي شهد خروج 8 أعضاء سابقين وبقاء اثنين فقط، وهي نسبة ستزيد الانتخابات القادمة ولا شك، فالصوت الواحد كسر الاحتكار إلى حد كبير.
عموما، نواب «انجح وسكر تلفونك ولا ترد على ناخبيك» في الدائرة الرابعة، إن تغيير النواب في الدائرة الرابعة أسهل من تغيير مسار سيارة من الحارة اليمنى إلى الحارة اليسرى و«من غير لا تدق إشارة»، فجزاكم الله خيرا وثبتكم «بطلوا» تلفوناتكم وردوا على خلق الله واقضوا حوائج الناس، خاصة كما ترون أن هذا المجلس لا يشرع ولا يعرف كيف يراقب، فعلى الأقل سووا شيء مفيد.
توضيح الواضح: من يعتقد أن سبب نسبة التغيير الكبيرة في النواب بين مجلس 2013 و2016 هو فقط عقاب شعبي لنواب خذلوهم في مطالباتهم مخطئ، إذ ان هذا سبب واحد ولا أعتقد بأنه رئيسي، فالسبب الرئيسي هو أن الصوت الواحد كسر حالة الاحتكار وخلق متغيرات أكبر من الحالات الجامدة في الأصوات الأربعة، وفتح مساحات التغيير ووسع دوائر الاحتمالات.
[email protected]