لا يعرف كثير من العرب أن الصورة النمطية التي خلقتها هوليوود يعود الفضل فيها إلى فيلم «الشيخ» الذي أنتج عام 1921، وبحسب المؤرخين السينمائيين فإن هذا أول فيلم بسببه تكونت الصورة النمطية للعربية التي ظهرت في كل فيلم تناول العرب كشخصية أو مجتمع أو دولة أو حضارة، فهذا الفيلم بمدته البالغة 80 دقيقة أنتج بميزانية اقل من 200 ألف دولار أميركي وحقق في شباك التذاكر في الولايات المتحدة الأميركية وكندا أكثر من مليون ونصف المليون دولار، وهو مبلغ وفق معدلات التضخم بين 1921 واليوم يعادل اليوم نحو 13 مليون دولار، وهو رقم يعتبر نجاحاً تجارياً خارقاً للعادة وسجل أرقاما قياسيا لصناعة السينما الناشئة، إذ عُرض لأكثر من 6 أشهر متواصلة وبنجاح كبير في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا وفرنسا وبريطانيا ما أحال أبطاله إلى نجوم عالميين.
الفيلم طبعاً من الأفلام الصامتة ويبدأ بجملة مكتوبة «... ويغرق أطفال العرب بسعادة جهل أن ركب الحضارة قد فاتهم»، طبعا الفيلم من أوله إلى آخره غارق في المغالطات التاريخية والسبب يعود إلى أن لا مؤلفة الرواية التي استند اليها الفيلم ولا مخرجه ولا أي ممن ساهم في كتابته للسينما زار الشرق الأوسط، وتم بناء الشخصيات والصور والملابس بناء على منقولات خيالية.
الطريف في الأمر أن أغلب الأفلام التي تناولت شخصية العربي «التراثي» كأفلام عنترة، وأمير الانتقام وأمير الدهاء «كلاهما مسروقان من رواية الكونت دي مونت كريستو» وتم تحوير أحداثهما إلى أعماق التاريخ العربي، المهم انها وغيرها من الأفلام المأخوذة من سير تاريخية تراثية عربية استندت في تصويرها وأحداثها ومواقعها إلى ذات الصورة النمطية والملابس والاكسسوارات التي قدمها فيلم «الشيخ» الذي رسخ صورة غير حقيقية للعربي، في صورة المخادع القاتل بعباءته السوداء وعقاله المغبر ونظراته الشريرة، حتى للأسف ذات الهيئة والاكسسوارات والأزياء التي استخدمها مخرج فيلم الشيخ استخدمها مخرجو أفلام يصطلح على تسميتها بالإسلامية كـ فجر الإسلام والرسالة وغيرهما.
طبعا تلك الصورة النمطية للشخصية العربية التراثية السينمائية التي لم تخرج منها حتى أفلامنا العربية، ظلت هي الصورة نفسها ذات القائمة لأي فيلم تنتجه هوليوود أو فرنسا أو بريطانيا وتتناول فيه شخصية عربية او بلدا عربيا، من فيلم الشيخ مرورا بأفلام انديانا جونز وحتى أفلام حرب النجوم التي ادخل فيها المخرج ستيفن سبيلبيرغ فضائيتين بشكل وسحنة العرب.
هذه جزء من حقيقة أصل سبب الصورة النمطية للشخصية العربية في السينما العالمية والناس انطلقت مع فيلم الشيخ قبل 96 عاما.
[email protected]