لا بد من الاعتراف بأن الفترة ما بين 2013 وحتى نوفمبر 2016 كانت فترة سياسية حرجة للغاية، وإن كانت في مجملها هادئة ظاهريا الا انها حفلت بأكثر من احتمال انفجار بركاني سياسي كان سيقود البلد الى ما لا تحمد عقباه، ومع هذا ورغم هذه الأفخاخ السياسية البالغة الخطورة عبر البلد.
ولنتخيل فقط وفق احتمالية «ماذا لو» ان رئيس مجلس الأمة خلال السنوات الحرجة الثلاث لم يكن مرزوق علي الغانم، ونحاول ان نعيد بافتراضية ان رئاسة مجلس الامة كانت بيد غيره.
يمكن ببساطة أن احدد عشرات الأسباب التي طرحتها المعارضة لطرح طلبها «الاستعراضي» لرفض التصويت للغانم في انتخابات رئاسة مجلس الأمة ٢٠١٦ ويمكن لبعضها ان يلقى مسوغا او قبولا لدى شريحة من جمهور السياسة، ولا بأس في ذلك، ولكن قناعة الموالين والمعارضين على حد السواء في التصويت كانت أشبه بالإجماع الشعبي على منح الغانم ثقة نيل منصب رئيس مجلس الأمة مرة اخرى يعطي مؤشرا بأن اختياره والاتفاق عليه لم يكن فقط شكلا من أشكال الصفقات السياسية بين تيارات معارضة وبين الحكومة، بل لأنه استحقاق سياسي منطقي ووحيد، وهو ما يعيدنا الى سؤال ماذا لو لم يكن مرزوق الغانم رئيسا لمجلس ٢٠١٣ الذي شهدت مدته البالغة ٣ سنوات هدوءا سياسيا مشوبا بحذر انفجار محتمل او انفجارات محتملة؟!
في الحقيقة وكما يتضح من خلال تتبع أدائه خلال السنوات الثلاث من عمر المجلس السابق فإن الغانم كان سببا رئيسيا في التهدئة السياسية وحمل المشهد السياسي بين كل الأطراف وليس مجلس الأمة فقط ومنعه من حالة انفجار محتملة وعبر به الى بر الأمان وسط تقلبات وصراعات تمكن من ابعاد تأثيرها عن المشهد السياسي بحنكة واقتدار واضحين، وبإعادة نيله ثقة الغالبية في الانتخابات الأخيرة ليكون رئيسا لمجلس الامة مرده لثقة الحكوميين من النواب والمعارضين في انه الاقدر على قيادة المجلس الحالي للعبور في المرحلة المقبلة، وانه اختيار موفق بل واختيار حتمي.
مرزوق علي الغانم رئيس توافقي، وهذا ليس كلاما استعراضيا او مزاجيا بل هو قراءة لنتيجة التصويت له، ومع كامل الاحترام لمن خاض السباق الرئاسي في ٢٠١٣ او ٢٠١٦ فإن مرزوق الغانم كان اختيارا حتميا وصحيحا ومنطقيا في مرحلة سياسية ضبابية لم يكن هناك من هو اقدر منه على عبورها بهذا الشكل السلس الهادئ والمتزن، حتى انه حصر صراعاته السياسية في أضيق حالاتها وتنازل عنها في مقابل المصلحة الكبرى نحو هدوء سياسي شامل.
ابتعاده عن الشخصانية في ٩٠% من أدائه السياسي كرئيس هو ما منحه الاستحقاق بين الموالين والمعارضين لنيل المنصب مجددا في ٢٠١٦، وهكذا يجب ان تقرأ الأمور وليس كما هي الأهواء السياسية التي لم تجلب لنا سوى المتاعب وعوار الراس.
توضيح الواضح: خصومتك السياسية او اصطفافك السياسي دعمها جانبا وقل رأيك.
توضيح الأوضح: لو لم يكن مرزوق الغانم رئيسا لمجلس الأمة ٢٠١٣ لـ «كانت علوم».
[email protected]