[email protected]
بلغة انجليزية محطمة مكسرة وبصوت عال اخترقت دكتورة عربية حواجز الصمت والسكينة في غرفة العناية الفائقة للأطفال حديثي الولادة في الجناح رقم ١ بمستشفى الجهراء، وبدأت تصرخ وكأنها في كهف حجري، ولمدة دقيقتين بدأت بلغتها الانجليزية الركيكة تعاتب وتغسل شراع ممرضات الغرفة التي تضم ١٣ طفلا من حديثي الولادة ممن استلزمت حالاتهم ان يكونوا تحت الملاحظة الطبية الدقيقة، طبعا غير آبهة بخصوصية الغرفة ولا بنزلائها ممن لا يتعدى عمر اكبرهم الخمسة أيام، وبدأت بالصراخ لمدة ١٢٠ دقيقة.
كان الأجدر بالطبيبة أن تطلب من رئيسة الممرضات الاجتماع بها في غرفة منفصلة وتبليغها باعتراضها لا أن تقتحم قدسية سكينة المرضى من الأطفال وتقض مضاجعهم في غرفة من ابسط متطلباتها الهدوء والصمت، ولكن هذا لم يحدث، الطبيبة كانت تعترض لان الممرضات سمحن لجدة احد الأطفال الخدج في الغرفة بالدخول، وهو ما لا تسمح به اللوائح، متناسية ان الأصول الطبية تمنع استخدام «زمور» السيارة قرب أسوار المستشفى فكيف سمحت لنفسها ان تزمر وتزمجر وسط الغرفة الأكثر خصوصية في المستشفى، وهذا أمر تجب محاسبة الطبيبة عليه، وبالمناسبة يوجد مقطع فيديو يثبت ما فعلته تلك الطبيبة.
أما حالة اختراق الخصوصية التي عنونت عليها مقالتي فحدثت في ذات يوم عاصفة الطبيبة في غرفة العناية، وتحديدا في الجناح ٢٥ عندما دخلت مندوبة عربية مدعية انها موظفة علاقات عامة في مستشفى الجهراء أمام النزيلات وبدأت تسألهن أسئلة خاصة عن اسمها واسم زوجها وأرقام هواتفهن وهواتف أزواجهن وعدد الولادات التي أجرينها وأعمارهن وأعمار أولادهن، وكانت النزيلات يجبن بأريحية معتقدات ان من تسألهن فعلا موظفة علاقات عامة تعمل في المستشفى، ليكتشفن بعد نهاية التحقيق الذي شمل أسئلة خاصة جدا انها مندوبة شركة طبية خاصة بعد أن انتهت ثم أبلغتهن أنهن ربحن هدايا خاصة للمواليد الجدد، وان هذا التحقيق الاستقصائي عنهن وعن أزواجهن وعن حالاتهن الصحية مكافأته هدايا تقدمها الشركة التي تعمل لصالحها.
لن أسأل عن هذه الخدعة الترويجية التي استخدمتها المندوبة، ولكن اسأل عمن سمح لها ولغيرها باقتحام عرف المريضات ونبش خصوصياتهن.
وزير الصحة الدكتور الفاضل جمال الحربي هناك قرار وزاري يمنع منعا باتا تجول أو دخول مندوبي أو مندوبات الأدوية أو المستحضرات الطبية إلى المستوصفات والمستشفيات، ولكن ماذا عن خصوصيات المرضى التي تم انتهاكها بهذا الأسلوب الدعائي؟!
توضيح الواضح: حادثة طبيبة العناية الفائقة حصلت في الساعة الثامنة والنصف مساء بأول أيام رمضان الموافق ٢٧ مايو الجاري، أما حادثة المندوبة المنتحلة لصفة موظفة علاقات عامة والتي اخترقت خصوصيات المريضات فتمت في الجناحين ٢٥ و٢٦ بذات المستشفى بين الساعة الـ ١٠ والـ ١١:٣٠ من صباح ذات اليوم.
توضيح الأوضح: لم تتردد المندوبة ولو للحظة في إيقاظ النزيلات اللاتي بعضهن خرجن من عمليات قيصرية، فجزاك الله خيرا يا دكتور جمال أوقف هذا الأمر رحمة بالنزلاء والنزيلات وانت من عرف عنك الإصلاح من أصغر الأمور حتى اكبرها... ومبارك عليك الشهر.