لا عفوا عزيزي النائب لا تستقبلنا في ديوانيتك لنهنئك بقدوم الشهر الفضيل، الناخبون هم من أوصلوك الى الكرسي الأخضر وهم من يجب ان تذهب لهم في دواوينهم ومنازلهم وشققهم ومخيماتهم وجواخيرهم كما كنت تفعل اثناء السباق الانتخابي في الدائرة، كنت تدعو أيامها الناخبين ليحضروا ندوة لك تعرض فيها برنامجك الانتخابي، وهذه الدعوة مفهومة كونك تريد ان تعرض عليهم برنامجك الانتخابي ورؤيتك فهذه نفهمها ونتقبلها ولا بأس بها، ولكن ان تدعو الناخبين من أبناء منطقتك لديوانك لـ «يقدموا لك التهاني بقدوم شهر رمضان»، فهذا ما افهمها، أعني انت تريدهم ان يهنئوك، هم الناخبون ممن أوصلوك لما انت عليه تريدهم ان «يهنئوك».
لو كان صاحب الدعوة شيخا من الأسرة الحاكمة مفهومة ان يفتح ديوانه لاستقبال المهنئين، ومفهومة ان كان صاحب الدعوة تاجرا او وجيها من وجهاء منطقته او وزيرا حتى فهو هنا لم يصل الى منصبه او لقبه او وجاهته بناخبين لذا دعوته حميدة، بل وتدخل ضمن المفهوم الاجتماعي الثقافي في المجتمع، ان يدعو صاحب ديوانية أيا كان منصبه او صفته الناس بمناسبة الشهر الفضيل، اما ان يفعلها نائب ويكتب في الدعوة «نستقبل المهنئين» او «نتشرف باستقبالكم للتهنئة بالشهر الفضيل»، لا يا سيدي هؤلاء الذين تطالبهم بتقديم فروض التهنئة في ديوانيتك هم من أوصلوا حضرة جنابك الى حيث انت، فلا انت بشيخ ولا تاجر ولا وجيه ولا وزير معين، بل انت وبفضل الله ثم بفضل أيدي من تريد ان يصافحوك بها لتهنئتك بديوانيتك هم من أوصلوك لما انت عليه وما انت فيه، وما كانت لتكون ديوانيتك عامرة لولاهم، فقم واستغفر عن دعوتك تلك واذهب الى ناخبيك الى حيث هم، ولا بأس بل إنه الأوجب والأحوط سياسيا ان تقوم بالمرور على أكبر عدد من الدواوين في دائرتك.
هنا لا اعترض على النائب الذي يفتتح ديوانه يوما او اكثر في رمضان، هذا حقه، ولكن اعترض على من يبعث برسالة نصية لناخبي المنطقة يكتب فيها «نستقبل المهنئين في ديواننا»، فهده الجملة معكوسة وغير صحيحة و«تبط الجبد» و«تفقع المرارة»، لأنه كيف تريد من ناخبيك ان يهنئوك؟! بل كيف تجرؤ على ان تطلب مثل هذا الطلب، النواب ممن ارتكبوا هذه الخطيئة في الدعوة عليهم ان يتوبوا عنها ويتراجعوا عنها ويتوقفون عن ممارسة الفوقية على الناخبين.
توضيح الواضح: اذا اتصلت على نائب وكنت محظوظا ورد عليك وطلبت منه حاجة او معاملة، وقال لك «تعال الى ديوانيتي» او «تعال الى المجلس» فنصيحة لا تروح، لأنه ما راح يسوي لك شي وبتروح وتقطع مشوار على الفاضي، او على الأقل اطلب منه حق البنزين قبل لا تروح له.
توضيح الأوضح: نائب ينطبق عليه مثل «حلو لسان قليل احسان» فهو يستقبل الناخبين من اصحاب المعاملات بلسان يقطر حلاوة ويضع لهم الشمس والقمر والكواكب بل ونصف المجرة في جيوبهم، ثم «يقطهم» على صخرة الوعود الكاذبة.
[email protected]