مشروع تطوير الجزر ومدينة الحرير يجب أن يكون حلم كل كويتي.
الفكرة ببساطة ان هذا المشروع يعادل في أهميته اكتشاف البترول في البلاد، أعني اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.
فالقيمة الاقتصادية للمشروع تعادل القيمة الاقتصادية للنفط.
بعيدا عن تنظيرات الاقتصاديين وتحذيرات نواب وأحاديث المثالية السياسية، فالمشروع سيكون تأثيره على البلاد تماما مثل تأثير اكتشاف النفط، وكما نقول بالكويتي عندما نفصل حقبتين زمنيتين لبلادنا بقولنا «قبل النفط» و«بعد النفط»، سنقول «قبل مدينة الحرير» و«بعد مدينة الحرير».
وكمقاربة أوضح، كان النفط كنزا مدفونا تحت الأرض لم نكن نعلم عنه ولا عن أهميته شيئا، وأقصى استخداماتنا له كانت أن القار الذي يخرج من باطن الأرض كنا نعالج به الجمال التي تعاني من الجرب، أي انه بالنسبة لما كان «دوا بعارين»، حتى جاء البريطانيون وبدأ التنقيب عن النفط.
الآن لا نفط للنقب عنه، ولا اختراعات يمكن أن نطلقها للعالم، ولا مصانع، ولا نملك سوى الفكرة الأسهل والأكثر فعالية، وهي تحويل بلدنا إلى مركز مالي وتجاري عبر مشروع تطوير الجزر ومدينة الحرير، والذي يستغرق العمل به نحو 35 عاما، وهذا وقت لا يقاس بعمر الشعوب والبلدان، فرحلة اكتشاف النفط في الكويت وحتى تصديره استغرقت نحو 33 عاما كما يذكر د.يعقوب يوسف الغنيم في زاويته الأزمنة والأمكنة تحت عنوان «بدايات النفط في الكويت» والمنشورة في الوطن بتاريخ 21 مايو 2013: «ومسألة بدء استخراج النفط في الكويت ثم القيام بتصديره مسألة طويلة استغرقت مدة أولها في سنة 1913م وآخرها في سنة 1946م».
نعم مشروع تطوير الجزر ومدينة الحرير يجب أن يتم الترويج له بأنه بمنزلة اكتشاف النفط في الكويت من جديد.
والمشككون بأهمية المشروع بغض النظر عن حسن نواياهم في التشكيك أو تساؤلاتهم من سيستفيد من مشروع عملاق كهذا هل هم تجار أم ساسة أم متنفذون؟! حسنا فليستفد منه من سيستفيد منه ولكن بالنهاية الفائدة الأعم والأشمل هي للبلد ككل وليست لأشخاص بعينهم، كما ذكرت مع كامل احترامي لحسن نوايا النواب المتشككين بالمشروع ولكن النوايا وحدها لا تبني الأوطان، وبلدنا دخل منذ ٢٠ عاما في دائرة الركود الاقتصادي وأصبحنا تحت رحمة مؤشر سعر برميل النفط، فإذا ما هبط تعطلت مشاريعنا واذا ما ارتفع عدنا الى الرخاء وكأننا نعيش حالة قمار اقتصادية، مستقبل بلدنا كله مرهون خارج حدود أسوارنا.
الحالة المتناقضة لدى ربعنا، انهم يمتدحون تطور دبي وقطر، وعندما يأتي مشروع ينقلنا من حالة الجمود الاقتصادي الى حالة ان نكون افضل بلد في المنطقة يشككون بل ويعرقلون المشروع.
مرة أخرى وثالثة ورابعة وعاشرة بعد المائة، تطوير الجزر ومدينة الحرير هو مشروع إعادة اكتشاف النفط.
يذكر وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد في معرض حديثه عن أهمية مشروع تطوير الجزر انه سيوفر ٣٢ مليار دولار سنويا، ولكن اعتقد أن هذا يخص تطوير الجزر فقط، أما مشروع مدينة الحرير فسيكون أضعاف هذا الرقم، أي ان الناتج من المشروعين سواء قدما منفصلين أو مدمجين سيوفران نحو 100 مليار دولا سنويا وهو ما يعادل الآن ثلثي دخلنا من النفط.
توضيح الواضح: التسويق للمشروع يجب أن يبدأ بإقناع الناس به وبأهميته لهم ولمستقبلهم قبل البدء بتسويقه للنخب السياسية والاقتصادية.
[email protected]