مفهوم النائب بشكل عام يرتبط ذهنيا بالشخص الذي يقوم بإنجاز المعاملات، أو لنلطفها قليلا ذلك الشخص الذي يسعى بحوائج الناس وينجزها، أيا كان التعريف المجتمعي للنائب فإنه ولا شك بعيد كل البعد عن التعريف السياسي، وبالمناسبة شخصيا لا أرى ضيرا من أن يكون النائب ممن يسعون بحوائج الناس، وسواء كان معارضا أو مستقلا أو حكوميا أو حتى نائب معاملات بامتياز، لكوني أرى أن هذا جزء من الثقافة المجتمعية التي تشكلت منذ ولادة الديموقراطية الاولى قبل اكثر من ٥٠ عاما.
تأثير الثقافة المجتمعية في تعريف النائب لا يمكن إنكارها، وبغض النظر عن رأيي بها كحلقة سلبية، إلا أنها في النهاية أمر واقع يجب أن نعترف به، والاعتراف بواقعية الشيء افضل من انكاره والتعامل بأفلاطونية لا تسمن ولا تغني من جوع.
حتى ان الفكرة العامة للحكم على أي مرشح في أي انتخابات تجدها تتشكل في الإجابة عن سؤال:«هل ينجز المعاملات أم لا؟!»، وطبقا للإجابة يتحدد رأي الناخبين «شريحة مؤثرة منهم» اذا ما كانوا سيمنحونه أصواتهم أم لا، طبعا بعد الأخذ بالعين الاعتبارات الحزبية والقبلية والفئوية والطائفية.
الدكتور تركي العازمي سبق أن أعلن نيته الترشح للانتخابات عن الدائرة الخامسة وان لم يخضها بشكل رسمي، وكنت اعتقد انه رشح نفسه لكونه كاتبا صحافيا ودكتورا مهندسا متخصصا في القيادة الأخلاقية، حيث انه خريج أرقى الجامعات البريطانية في تخصص نادر جدا، ولكن من خلال ما سمعت عنه خاصة من الدائرة الخامسة انه يكاد يكون الآن النائب الحادي عشر عن الدائرة، فقد عرف عنه أنه يسعى في قضاء حوائج الناس ومعاملاتهم، وأيضا كنت اعتقد انه يفعل ذلك من اجل خوض غمار الانتخابات القادمة، ولكنني اكتشفت انه يفعل ذلك قبل حتى ان يحصل على شهادة الدكتوراه، وانه كان يستغل منبره الإعلامي لقضاء حوائج الناس ليس من دائرته أو منطقته فقط بل لأي كان من قرائه الذين يتابعون مقالاته شبه اليومية في الزميلة الرأي.
الدكتور تركي العازمي، بعيدا عن تطلعاته السياسية، وكذلك آرائه الإعلامية التي قد اتفق أو لا اتفق معها، كسب في منطقته على الأقل فكرة الناس عنه انه لا يجب أن تكون عضو مجلس أمة حتى تسعى بقضاء حوائج الناس، وان يثقوا بك الى درجة انهم يرون بك ممثلا لهم وعنهم دون صفة نيابية.
[email protected]