كثير من ممثلات الصف الاول لسن كويتيات بل من جنسيات عربية وبعضهن من جنسيات ليست عربية، ورغم ان أغلبهن يتم التعامل معهن في الوسط الفني الخليجي ككويتيات الا ان البعض عندما يريد ان يتناولهن بالحديث او النقد فإنه دائما ما يلمح الى جزئية أنهن «لسن كويتيات» بل يصل الأمر احيانا الى اتهامهن بأنهن ولمجرد انهن من جنسية غير كويتية فلا ينبغي عليهن العمل في الكويت بل حتى يصل بالبعض الى حد المطالبة بوقفهن عن العمل او التمثيل باللهجة الكويتية، وكأن الجنسية هي التي تحدد مستوى الاحتراف التمثيلي للشخص.
أولا، وقبل ان أتناول هذا الموضوع الذي لا يخلو من رائحة العنصرية أحيانا، يجب أن نعرف ان الفنانة الكبيرة الاستاذة أسمهان توفيق لم يمنع كونها لا تحمل الجنسية الكويتية انها تحسب بكل ثقل من بين جيل الرواد الأوائل قي الدراما الكويتية والمسرح وهي بنت الكويت ومثلت الكويت في اكثر من عمل ومهرجان ومسابقة رغم انها لا تحمل جنسيتها، وكانت واحدة من مؤسسي إحدى اعرق الفرق المسرحية في البلاد.
> > >
والآن من يتحدث بالانتقاد وليس النقد من ان هذه الفنانة او تلك ليست كويتية ويجب ان تتوقف عن الحديث باسم الكويت او الفن الكويتي، هو شخص يعاني من عنصرية وقبلها يعاني من عدم فهم حقيقة ان الفن لا حدود له، والفن قالب إنساني عالمي.
ميل غيبسون وهيو جاكمان ونيكول كيدمان تسيدوا لفترات هوليوود الأميركية، لا أذكر ان ناقدا أو حتى مدعي نقد (كالذين ينتشرون لدينا) قال: «ماذا تريد بنت كيدمان الأسترالية في ارضنا تتحدث بلهجتنا وتاخذ من فلوسنا وتمنع بناتنا الأميركيات من الحصول على الأدوار وتمثل السينما الاميركية؟!».
جيم كاري أسطورة الكوميديا كندي الجنسية وعمل في برامج هزلية أميركية منها «الألوان الحية»، بل غيّر مفهوم الكوميديا في التسعينيات ووضع بصمته، لم يقل عنه احد ماذا يريد ابن الشمال في بلدنا يتحدث بلهجتنا ويغير الكوميديا لدينا؟!، بل في العام ٢٠٠٤ تم منحه الجنسية الأميركية، ولم يخرج احد ليقول: «أنتم لا تجنسون سوى الفنانين».
المخرج رومان بولانسكي يصنف من بين افضل ١٠ مخرجين في هوليوود اليوم، پولندي الأصل والمولد ويحمل الجنسية الفرنسية.
القائمة تطول لو أردت ان أعدد من اثروا وأثروا في هوليوود وكانوا جزءا رئيسيا منها بل صناعا لكثير من روائعها، ولم يكن عدم حملهم للجنسية الاميركية تهمة، كما يفعل بعض مدعي النقد لدينا الذين اذا أرادوا انتقاد ممثل او ممثلة غير كويتية قاموا برميها بجنسيتها رغم ان جنسية تلك الممثلة ايا كانت ليست تهمة وليست عيبا، بل العيب انه عندما تعجز عن انتقاد شخص لعمله تلجأ الى الحديث عن اصوله وجنسيته او شكله، هنا انت لست ناقدا ولا علاقة لك بالنقد لا من قريب ولا من بعيد.
توضيح الواضح: بعض ممن يركبون موجة النقد هذه الأيام وجدت انهم كانوا ممثلين كومبارس لم يحالفهم الحظ في التدرج او الوصول الى النجومية، وأحدهم قدم ثلاثة افلام يوتيوب او اربعة وكان فاشلا الى درجة انه قام بمسح افلامه القصيرة تلك، والآن اصبح ناقدا، «ما كان من الأول يا باشا».
[email protected]