التناول السياسي في المسرح الكويتي الحديث ليس بأكثر من حديث شكاوى شيبان على ناصية قهوة شعبية، لا يرقى أي منه حتى إلى مستوى الاحترام من الجمهور، فمن خلال متابعتي ومشاهدته لأكثر من ١٢ مسرحية عرضت بين العامين ٢٠١١ وحتى اليوم اكتشفت ان المسرح الكويتي الحديث يتناول السياسة بطريقة سطحية ساذجة، طبعا أولا وقبل كل شيء لابد وان أؤكد ان تلك المسرحيات التي شاهدتها لنجوم الصف الأول اليوم كانت تخلو في مجملها من أساسيات المسرح الحقيقي جوهرا، وان كانت تأخذ الطابع المسرحي شكلا، بينما هي في واقع الأمر ليست بأكثر من اسكتشات مجموعة في قالب عرض مسرحي لتعرض على شكل مشاهد متفرقة للإضحاك، ولا تحمل أي قيمة مسرحية حقيقية، بل لا تحمل أي حبكة نصية يمكن ان تكون معها مسرحية حقيقية وفق التعريف الأدبي للمسرح، والدليل ان ايا من تلك المسرحيات لو تم وضع نصوصها في كتاب لتحمل اسم مسرحية لكانت اقل ما يمكن ان توصف به انها «تفاهة نصية» كتبها شخص محشش في ليلة خميس، مجموعة افيهات وجمل وحوارات غير مكتملة ومرتبكة، بل وغير مترابطة بالقصة التي يجب ان تمون جزءا منها.
اما قضية تناول ممثلي تلك المسرحيات للوضع السياسي بالبلاد تعليقا، فكانت أشبه بالأحاديث المباشرة التي يجريها ممثلو مسرحيات الأطفال، لأنها أحاديث بلا قيمة ولا عمق ولا حتى نكتة سياسية يمكن ان تكون اثرا يذكره الجمهور.
ما يعني ان اغلب المسرحيات الأخيرة التي أنتجت في العقد الأخير هي مجرد مسرحيات اقرب الى الستاند كوميدي لنجوم تلك المسرحيات منها الى المسرحيات الحقيقية، وبعضها لو تابعتها بتمعن لوجدت انها كتبت في ورقة واحدة فقط، وأما بقية الحوار فتأتي ارتجاليا من ابطال العرض.
أعود الى التناول السياسي لتلك المسرحيات لأؤكد انه مجرد حديث دواوين في آخر الليل لا قيمة ولا رسالة ولا طعم له، مجرد استعراض كلامي في سياق حوار مهلهل لمجموعة من الممثلين يمطون مدة العرض بمط حواراتهم وجملهم، وأحيانا بخروجهم عن النص بطريقة سمجة فجة.
الخلاصة، ان المسرح لدينا- الا من رحم الله- هو مجرد مكان يجتمع فيه عدد من الأشخاص ليحاولوا ان يؤدوا أدوارا في قصة لم تكتب بشكل صحيح ويتحدثوا وفق حوار مفتوح ناقص لم يكتبه احد، وفي النهاية يجمعون «المقسوم» نهاية كل عرض، وهذا هو جل المسرح لدينا في الكويت، ذلك باعتبار ان لدينا مسرحا حقيقيا، هم في الغالب ليسوا بأكثر من مجموعة من الأشخاص يسخرون من بعضهم ويلقون نكاتا قديمة أمام جمهور جاء ليضحك عليهم وليس ليضحك منهم.
[email protected]