الجميع يرى الآن أن كل الأطراف السياسية جنحت الى التهدئة، ربما هو تأثير العطلة البرلمانية الصيفية، وربما - وهو الاحتمال الثاني - لم يعد هنالك ما يمكن إثارته بعد ان استنفد الجميع حكوميون ومعارضون جميع اوراق الصدام بينهم في دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الحالي.
وشخصيا، أرجح الـ «ربما» الثانية، فلم يعد هناك على طاولة المشهد السياسي أي أوراق صراع تصلح للعب بين الحكومة والبرلمان، بل ولا حتى بين الحكومة والمعارضة من خارج البرلمان ممن لم يشاركوا، فلم يعد هناك ما يغذي أي صراع من أي نوع.
توقف الجميع عن الحديث عن لغة التصعيد او حتى لغة الاتهام، رغم ان صراع الأقطاب السياسية على النفوذ لايزال قائما ولم تضع حرب الأقطاب أوزارها بعد، والاستقطابات السياسية بين الأجنحة المتصارعة لاتزال مستمرة، ولكن هذه الحرب بحاجة الى شرارة او حدث او قضية او حتى خلق قضية لإعادة تفعيل المواجهة بين الحكومة وبعض أعضاء المجلس، والحقيقة انه لم تعد هناك اوراق سياسية يمكن ان تكون قاعدة انطلاق صراع جديد او تأزيم او استجواب او غيرها، لذا اعتقد ان الصراع القادم سيكون نيابيا - نيابيا، وسينطلق دور الانعقاد المقبل بصراع بين النواب يمكن ان يكون هو مفصل صراع جديد بين الأقطاب والمعارضة والحكومة معا، ما يمكن ان يؤدي الى خلق حالة جديدة من الصراع الذي يمكن ان ينتهي الى صدام حتمي ينتهي بعدة استجوابات يمكن ان يقود اي منها الى بوابة «عدم التعاون» وبالتالي الحل.
وللأمانة ففي الجلسات الاخيرة من عمر دور الانعقاد الماضي خاصة خلال جلسات مناقشة الميزانيات ظهرت ملامح الصراع النيابي النيابي، حتى وان كان بعضها خارج قبة البرلمان او خلال الاستراحات بين الجلسات، واعتقد ان هذا الصراع سيحتدم مع بداية الدور القادم، وسيظهر بقوة، وسيعيدنا الى مربع بداية دور الانعقاد الاول الذي انطلق بالتهيئة لاستجوابات أدى احدها الى خروج الوزير سلمان الحمود من الحكومة، وهو استجواب يعلم الجميع الآن يقينا انه كان استهدافا شخصيا للوزير الحمود وليس هدفه إصلاح حالة الايقاف الرياضي ولا تعديل الوضع في وزارة الاعلام رغم مرور ٦ اشهر على انتهاء الاستجواب الذي تم تصويره كنصر للمعارضة، بينما هو في الحقيقة ليس بأكثر من استجواب شخصي مغلف بالاستجواب.
عامة، دور الانعقاد المقبل مما أراه سينطلق بصراع نيابي نيابي، ثم استهداف لعدد من الوزراء، ما سيعيدنا لحالة الصراع المفرغة التي ستنتهي اما بتدوير حكومي محدود وهو أدنى النتائج، او حل المجلس وهو اعلى نتيجة يمكن ان تنتج عن هذا الصراع، وهو بالمناسبة ما يأمل كثير من السياسيين أن يتحقق، فالراغبون او لنقل المتأملين بحل المجلس كثر.
توضيح الواضح: الملازم حقوقي عبدالعزيز عقيل الحسيني احد ضباط كاونترات المطار يعتبر واجهة مشرفة للكويت سواء للقادمين او المغادرين، مبتسم «مرحباني»، واجهة حقيقية مشرفة على حدود بلدنا، فكل الشكر له ولزملائه من ضباط وموظفي وموظفات كاونترات المطار.
توضيح الأوضح: ربما يكون مطارنا «صغيرا» و«يفشل» و«يقص الوجه» ولكن ما يجعله مميزا للأمانة هم العاملون به من الكويتيين من الطيران المدني او الكويتية او الداخلية الذين يمنحونه حيوية ويخلقون بين جدرانه روحا من الحيوية في التعامل مع المسافرين سواء كانوا قادمين او مغادرين، فهؤلاء ينشرون بداخل مطارنا الصغير الروح الكويتية المضيافة، ما يجعله كبيرا رغم مساحته التي «تقص الوجه».
توضيح الأوضح: ما ذكرته في النقطة أعلاه، يثبت ان بناء الإنسان والاهتمام به اهم مليون مرة من الاهتمام بالمباني.
[email protected]