الوقت: الثامنة والنصف صباحا.. التاريخ: ٢٣ يوليو.. المكان: مركز الجهراء - عيادات الأسنان.. الحضور: أطباء المركز و٥٠ مراجعا تقريبا، اما موظفات السجلات والكاتبات فلم يحضرن بعد، رغم ان العمل يبدأ في السابعة والنصف صباحا.
الأدهى من ذلك انك كمراجع عليك ان تحضر في السادسة صباحا، حتى تتمكن من الحصول على دور وأولوية في الحضور، وبعضهم يحضر قبل هذا الموعد المبكر جدا بنصف ساعة، بل وكمراجع عليك ان تتسمر في مكانك منذ السادسة حتى الثامنة والنصف، أي لأكثر من ساعتين، وعليك أن تضع بطاقتك المدنية على رف مكتب كاتبات السجلات والمواعيد حتى يشرفن ويبدأن بفرز البطاقات وتوزيع الأدوار، بترتيب يبدأ من البطاقة التي في الأسفل حتى الأعلى، بحيث ان البطاقات مصفوفة بشكل عمودي فوق بعضها البعض كأنها أوراق لعب كوت بوستة.
وهذه الطريقة الغريبة في تنظيم أدوار الدخول لم أرها او اسمع عنها الا في مركز الجهراء الصحي الذي قدر لي زيارته بعد ان تم تحويل ابني جاسم اليه من المستشفى وهو يعاني من قطع داخلي في لثته وتورم شديد في الوجه، وهي حالة طبية تستدعي عناية طبية عاجلة وفائقة في الوقت ذاته، ولكن وجدت ان وزارة الصحة قد طورت من نظام ترتيب مواعيد المرضى والعناية بهم بطريقة تنافس أرقى المراكز الطبية العالمية، وهي ان عليك كمريض ان تحضر باكرا، بل وباكرا جدا قبل ان تشرق الشمس، لتتمكن من ان تضع بطاقتك المدنية على رف مكتب موظفات المواعيد اللاتي وكما يبدو لا يحضرن الا بعد بدء العمل الرسمي بساعة ونصف الساعة او ساعتين، والمرضى المراجعون عليهم ان يتحملوا آلامهم ووجعهم حتى تتفضل عليهم الموظفات ويحضرن بعد الدوام بساعتين ليمنحوهم أدوارهم كما هو وضع حالة طريقة ترتيب بطاقاتهم المدنية.
بالله عليكم، أي رعاية صحية هذه، بل أي إهمال اكثر من هذا، وعندما أردت ان أتقدم بشكوى لمدير المركز لم أجده، لأنه لم يحضر بعد.
سألت احد الممرضين عن ان كانت هذه الحالة في تأخر الموظفات وطريقة صف البطاقات اليوم فقط لظرف ما، فأبلغني بأن هذا الأمر يحدث كل يوم، وان علي ان انتظر وأضع بطاقة ابني حتى تحضر الموظفات ويبدأن بإدخال المرضى.
وزير الصحة جمال الحربي، اذا كان الأمر في المركز هو الحضور باكرا ووضع البطاقة المدنية قبل الآخرين من المراجعين لحجز دور الدخول على الأطباء للعلاج، فلم موظفات السجلات موجودات أصلا؟ اعتقد ان عليك إلغاء دورهن وتوزيعهن على أماكن اخرى في الوزارة، وترك مسألة توزيع الأدوار على المرضى يقومون به لأنه هو الأسلوب الناجح او على الأقل الأسلوب المتبع في مركز الجهراء الصحي.
اتفهم ان تكون هناك مزاجية في الحضور والتأخير لساعة في أماكن عمل تتطلب جهدا مكتبيا او عملا ورقيا، ولكن عندما يتعلق الأمر بصحة وآلام الناس بل وأوجاعهم وأحيانا لحالات طارئة فأعتقد ان تأخير الخمس دقائق قد تكون فاصلا بين الموت والحياة، وانت طبيب قبل ان تكون وزيرا وتعلم هذا جيدا.
وان كانت لك من جولات تفقدية أخرى، فعليك باختيار يوم من اي من ايام الأسبوع وتتوجه الى عيادات الأسنان في الثامنة مساء وحتما لن تجد أحدا هناك، وأنصحك بأن تقوم بعد البطاقات التي ستجدها على مكتب موظفات السجلات والمواعيد. عندما يدخل الشخص مكانا كهذا، لا بد ان يتساءل: «عن أي تطوير يتحدث مسؤولو الصحة؟!».
تفعيل العقوبات الإدارية أمر واجب وملحٍ وضروري وحيوي في مكان يتعلق بخدمة المرضى وحاجاتهم.
توضيح الواضح: للأسف ان طريقة الحضور باكرا قبل السادسة صباحا للحصول على أولوية في الدور او الحصول على رقم للدخول موجودة أيضا في مركز الصحة المدرسية في منطقة تيماء، وإذا حضرت بعد السادسة فلن تتمكن من الدخول او الحصول على علاج، بنظام «من سبق لبق».
توضيح الأوضح: هل لأنها الجهراء لا يهتم بها المسؤولون ومراكز كهذه صحية تابعة لها يتم العمل بها بطريقة بدائية مهينة، وهو ما يدفعني للتساؤل أين نواب الجهراء من إهمال كهذا في مراكز تخدم اكثر من ٤٠٠ ألف نسمة ؟ أم انهم وصلوا الى الكرسي الأخضر ولم يعودوا بحاجة إلى طلب العلاج بتلك الطريقة البدائية التي توفرها وزارة الصحة بالجهراء.
توضيح لازم: عيب جدا ان يكون نظام «من سبق لبق» موجودا في الكويت التي تسعى لأن تكون مركزا ماليا عالميا.
[email protected]