توطئة: لا تدعي أنك كويتي وانت تقدم ولاءاتك على وطنك.
***
«داعش» ومن انتمى لفكره ومن فجر مسجد الصادق ومن انتمى لخلية العبدلي وتمت إدانته كلهم في قارب واحد اسمه «الإرهاب»، ولا يزايدن أحد على ذلك، فالأمر هنا ليس اتهاما فكريا بقدر ما هو اتهام صريح وواضح بتهديد الوطن، و«غير جذي.. انت ما عندك سالفة».
***
كما نقول ان الإرهاب لا دين له وننادي بذلك ونؤيد ذلك، ونرى ان من فجر مبنى الاف بي اي في أوكلاهوما عام ١٩٩٦ هو إرهابي ولم نقل انه مسيحي أو من طائفة الروم كاثوليك كما هو فعلا، نحن نرى ان من فجر في مسجد الصادق هو إرهابي بامتياز، ولم نقل انه مسلم سني ولم نعرفه كذلك ويجب الا يتم تعريفه كذلك، فهو خارج دائرة التعريف الديني اصلا، كذلك نرى ويجب ان نرى ان من أعضاء خلية العبدلي المدانين إرهابيين ولا يمكن ان نصنفهم وفق انهم مسلمون أو شيعة، بل فقط إرهابيون.
هذا هو القالب الصحيح لتعريف الإرهاب، اما ان نصنف الإرهاب وفق دين أو طائفة فنحن هنا نمنح للإرهاب والإرهابيين مساحة من التمدد كأبطال بين طوائفهم أو دياناتهم، وهذا للأمر غير صحيح ولا يستقيم مع المنطق البسيط للأشياء، فأنت إرهابي لأن فعلك يدل على ذلك، لا لأنك تنتمي لفئة أو طائفة أو دين معين.
مسيحي روم أو كاثوليك أو بروستانت أو مسلم سني أو شيعي أو زيدي أو سيخي أو هندوسي أو حتى شيوعي متعصب، فعلك هو ما يدل عليك ان كنت إرهابيا ام لا.
هنا، وانتهينا من تعريف الإرهابي بالمنطق البسيط، وكذلك من المنطق البسيط ان من يدافع أو يتعاطف مع الإرهابي لأنه ينتمي لطائفته فهو إرهابي مثله وبذات الدرجة وفعله المؤيد له يساوي فعل الإرهابي ويوازي درجة خطورته، بل أخطر لأنه يبرر سفك الدماء في وطنه وخرق الأمن في وطنه بدعوى انه منتم لطائفته.
لا يضرك شيء كسني ان تصم داعش بالإرهاب لانهم كذلك فعلا بغض النظر عن نشأتهم وتوجهاتهم وتبريراتهم، وليس من المفترض كشيعي ايضا الا ان ترى أفراد خلية العبدلي إرهابيين بامتياز، والشيعة والسنة هنا في الكويت امام اختبار حقيقي للوطنية، فإما ان تكون مع امن بلدك أو ان تكون ضد أمن بلدك، الامر واضح ولا يقبل أنصاف الحلول، اما الدخول في دائرة التعاطف مع هذا أو ذاك فأنت هنا لست بأقل خطر ممن تتعاطف معهم، ناهيك عن ان تدافع عنهم. أو ان تنتصر لبلدك بل ان تنتصر لأمن بلدك وأمنك وأمن أولادك هو الأوجب والأحوط والمنطقي.
الكويت هنا فوق الجميع، شاء من شاء وأبى من أبى، المسألة مسألة بقاء وأمن بلد، وليست حكاية تعصب ناديي العربي أو القادسية في مباراة نهائي كأس.
الكويت فوق طائفتك وانتمائك السياسي وعائلتك وقبيلتك بل أخيك الذي يجلس بجانبك إن كانت في عقله ذرة من التعاطف لأي ممن يضر أمنها أو يمس شعرة من أمنها كائنا من كان وأيا كان انتماؤه، وعندما تكون المسألة هي الكويت فوالله إن الكويت فوق كل شيء وأمنها فوق الجميع حتى ولو كان من الأسرة الحاكمة.
هكذا نرى الكويت، بل هكذا يجب أن نرى الكويت، وما دون ذلك وما عدا ذلك لا يلزمنا بـ«فلس حمر واحد»، فهذه هي الكويت فوق الحميع، وعندما اعترضنا على خطأ السياسات العامة كنا ندافع عن الكويت وأمنها السياسي، وعندما هاجمنا شرذمة «داعش» في تفجير الصادق كنا كذلك ندافع عن الكويت ولم نكن ننتصر لطائفة ضد أخرى، وفي خلية العبدلي بعد الحكم النهائي ضد المنتمين لتلك الخلية أيضا لم نكن نتهم طائفة لصالح طائفة أخرى، ومن يرى عكس ذلك فهو إما غبي أخرق أو متكسب سياسي رخيص أو إرهابي، لا يوجد احتمال رابع لموقف شخص يتعاطف مع أي إرهابي من أي ملكة أو مذهب.
المسألة واضحة وضوح شمس ظهيرة يوليو في الكويت، ولا يوجد أنصاف حلول هنا، فإما أن تكون كويتيا أو لا تكون.
توضيح الواضح: لا توجد منطقة رمادية في قضية تتعلق بأمن وبقاء البلد، ومن يدخل تلك المنطقة متعللا بالقوانين والدستور فليمسك عليه لسانه ويكفي البلد شر ما لا يفقه.
توضيح الأوضح: السؤال الحيوي والمهم هنا للطرفين: هل أنت كويتي أم لا؟!
الإجابة هنا، تفصل الرجال عن أشباههم.
[email protected]