بعد اليوم الخامس من نشر مقالتي التي وجهتها لوزير الصحة جمال الحربي لعمل زيارة إلى مركز الجهراء الصحي وتحديدا إلى قسم الأسنان وكيف ان كاتبات السجلات والمواعيد لا يحضرن الا بعد الدوام بساعة ونصف الساعة، وان المراجعين لتلك العيادة الحيوية يضعون بطاقاتهم فوق بعضها على مكتب الموظفات بانتظار ان يأتين ليدخلنهن على الأطباء بحيث يقوم المراجعون من المرضى بالحضور في الساعة السادسة صباحا ليضعوا بطاقاتهم فوق بعضها البعض أملا في الحصول على أولوية بالدخول على الأطباء، قمت بمراجعة مركز الجهراء مع ابني ووجدت ان الأمر لا يزال كما كان عليه ولم يتغير شيء، فحتى الموظفات لم يحضرن الا الساعة الثامنة والربع والبطاقات للمراجعين لا تزال توضع بذات الطريقة البدائية التي لا تليق ببلد نفطي ثري كبلدنا، انا هنا أخاطب وزير الصحة شخصيا لا بصفته، لا اقول لك احضر بنفسك لمراقبة الوضع، بل ارسل من ينوب عنك من وكيل او وكيل مساعد او حتى مدير منطقة ليرى حجم التسيب والإهمال، بل ان أمين المركز لا يحضر الا متأخرا، أنا بالنسبة لي أرسلت ابني للعلاج في مركز طبي خاص و«منتكم بالتراب»، ولكن ماذا عن عشرات بل مئات المرضى ممن لا يستطيعون دفع تكاليف علاج يفترض على وزارة الصحة ان تقدمه لهم بالمجان كما ينص الدستور، أم أن مسؤولي وزارة الصحة يعملون وفق قانون ودستور آخر لا نعرفه، والذي يقوم على تعطيل العلاج للمرضى والتسيب والإهمال في العلاج الى درجة ان مسؤول مركز صحي يخدم اكثر من ربع مليون نسمة وهو مركز الجهراء الصحي والذي يعتبر الأكبر والأشمل في المنطقة لا يحضر الا بعد ساعتين من بدء العمل الرسمي.
لا يعقل ان مصير صحة ربع مليون نسمة التي يخدمها المركز يديرها شخص يحضر بمزاجه وموظفات سجلات يأتين على «الراحة»، هذا لا يعقل في بلد نريد له ان يكون مركزا ماليا عالميا، وهو في وزارة الصحة غير قادر على ضبط العمل في مركز صحي حيوي.
هل يعقل يا وزير الصحة ان مدير مركز و٦ او ٧ موظفات يعطلون علاج عشرات المرضى ممن يحضرون يوميا بحثا عن العلاج؟!
وهل يعقل ان نظام الدخول هو بالحضور قبل الساعة السادسة صباحا لتحجز لك دورا وتضع بطاقتك المدنية فوق بطاقة من سبقك لتتمكن من الحصول على أولوية في الدخول على طبيب الأسنان في مركز الجهراء؟!
لا أقول لوزير الصحة سوى: ان كنت ترضى كمواطن كويتي، وليس بصفتك وزيرا، ان يتم علاجك ومعاملتك بهذه الطريقة ،وتعلن هذا بشكل صريح عبر أي وسيلة اعلامية ،وتقول للناس: «انا أتعالج بهذه الطريقة واضع بطاقتي المدنية فوق بطاقة من قبلي لأحصل على دور للدخول على طبيب الأسنان» فأنا شخصيا موافق، ولكن ان كنت ترفض هذا كمواطن، وكوزير، فأرجو منك ان تتخذ الإجراءات التي من شأنها ان تعدل الوضع الأعوج في مركز الجهراء الصحي او غيره من المراكز التي تتبع هذا الأسلوب غير الصحي وغير الحضاري، بل وغير الآدمي، مع المرضى ممن وضعوا أمانة في اعناقكم.
اعلم جيدا يا دكتور جمال انك لا تقبل بهذا، ولكن ايضا انت لا تقبل ان الموجوعين والمتألمين عليهم الحضور إلى مراكزكم الصحية قبل شروق الشمس وإلا ضاع عليهم حقهم في تلقي العلاج، ولا اعتقد ان هذه الأمانة التي أوكلت إليك، وانا اعلم يقينا انك الطبيب والإنسان والمواطن والوزير، فماذا أنت فاعل طال عمرك؟!
[email protected]