أغلب من تابعت او شاهدت مقاطعهم من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت إما متكلفين او متصنعين او مدعي مثالية، ولا «يفقع مرارتي» و«يبط چبدي» الا من يستعرض رؤيته السياسية ويمارس دور الأستذة على المتابعين في مقاطع الفيديو.
وقبل يومين وجدت ان ابني الصغير جاسم ذا العشر سنوات يحرص على مقاطع لفلوغر كويتي يلقب بـ «عبودكا» ويتفرج عليها بالصالة في التلفزيون عبر اليوتيوب، وأردت ان اجلس معه لأتابع مقاطع هذا الشاب من باب ان اعرف ماذا يشاهد ابنائي، وتذكرت ان عبودكا كان له برنامج في رمضان الماضي وان ضجة انتقادية أثيرت حوله، ولم أكن قد شاهدته، وتذكرت ايضا انه صاحب مسابقة دفن هدايا في البر في رمضان الماضي والتي تحولت الى مظاهرة بحث شبابية عن تلك المسابقة التي أطلقها يومها، لذا حرصت على ان اشاهد مقاطع عبودكا «المثير للجدل» والذي لم أكن قد شاهدت ايا من مقاطعه سابقا.
وللأمانة كنت متخوفا من نوعية ومحتوى المادة التي يقدمها هذا النجم «السوشلي» عبودكا لأطفال في مثل عمر ابني، ولكن وجدت انه شاب كويتي يوثق وبدم خفيف يومياته بشكل ساخر دون إسفاف ودون فلسفة وبمحتوى بسيط سهل قريب الى القلب.
بل وجدت انه لا يدعي المثالية كما يفعل اغلب الفلوغر من مشاهير السوشيال، وانه يقدم صورة مختصرة ليوميات الشاب الكويتي الحقيقي، ديوانيته وربع الديوانية وأصدقائه ورحلاته، فهو لا يصدر نفسه كمصلح اجتماعي ولا خبير في اي مجال بل شخص يجرب ويقدم تجاربه الشخصية للجميع دون مونتاج او فلترة او رتوش، لا يفرض نفسه كشخص يعلم الآخرين بل يقدم نفسه كشخص يجرب ويتعلم.
ابرز ما لاحظته من خلال متابعة اكثر من 3 ساعات فيديو من مقاطعه انه لا يتعاطى السياسة ولا يتحدث بها ولا يدخل في مهاترات الجدل السياسي الكويتي اليومي.
للأمانة وجدت انه شخصية خفيفة ظل ويمثل حقيقة يوميات الشاب الكويتي الحقيقي في بلده، ويقدم صورة واقعية عن نفسه وعن جيله.
لا اعرفه ولا اعرف اسمه الحقيقي، ولكنني اعرف شيئا واحدا عنه وهو الأهم، انه وبرأيي وحسب اطلاعي افضل من اشتهر عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خاصة عبر سناب شات.
توضيح الواضح: السهل الممتنع وعدم التصنع افضل الطرق للوصول الى قلوب الناس.
توضيح الأوضح: اسوأ محتوى في وسائل التواصل الاجتماعي من فيديوهات هو ما يقدمه مشاهير السوشيال ميديا ممن يتعاطون السياسة فأغلبهم يهرفون بما لا يعرفون، وينظرون على «مخنا».
[email protected]