[email protected]
التحذير الذي أعنيه ليس طبيا ولا علاقة له بالطب لا من قريب ولا من بعيد، ولكنه يتعلق بما سيتسبب فيه قرار تطبيق نظام البصمة على الجميع وإلغاء الاستثناءات وشمولها لأكثر من ٩٩% من الموظفين يعني ان جميع موظفي الدولة سيحضرون الى مقار أعمالهم في ذات الساعة المحددة وفق جداول توقيت ديوان الخدمة المدنية بين الساعتين السابعة والثامنة، هذه الساعة التي ستكون كافية لأن تصيب شوارع الكويت الرئيسية بالجلطة المرورية، أي ان شللا مروريا قائما ومنتظرا وليس محتملا فقط.
***
بتطبيق البصمة كما ورد في القرار النهائي لديوان الخدمة المدنية يعني ان موظفي الدولة جميعهم سيتجهون الى مقار أعمالهم في توقيت زمني واحد لا يتجاوز الساعة الى الساعة والنصف من اجل تنفيذ ذلك القرار الذي ارى انه وإن كان مستحقا من حيث مبدأ المساواة الا انه وعلى ارض الواقع سيتسبب في عواقب اعتقد ان من اصدر القرار لم يحسب لها حسابا، وانعكاسات ذلك القرار سنشهده في الأسبوع الاول من تطبيقه، ونرى ازدحاما لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد.
***
توقعي هذا مشروع بل ومنطقي، وحتى لو كان ما سيحدث من ازدحام متوقع بعد تطبيق قانون البصمة للجميع ليس بالتهويل الذي ذكرته في الفقرة السابقة الا انني اعتقد انه من المهم والضروري على وزارة الداخلية ان تضع خططها لمواجهة ازدحامات العودة الى المدارس وتطبيق قانون البصمة بشكل مختلف تماما عن السنوات السابقة، وأن تبدأ في جدية ببحث سبل إيجاد حلول ولو مؤقتة لمواجهة ساعات دورات الازدحام الطبيعية، لأنني اعتقد ان جلطات متواصلة وطوال ايام العمل ستشهدها شوارع البلاد وسيكون عنوانها «شلل تام».
***
أتمنى الا يحصل هذا وألا يشل البلد، ولكن المعطيات كلها تشير الى عكس تلك الأمنية، وسنرى بعد شهر من الآن الازدحامات الصباحية القاتلة.
***
هنا أطرح مشكلة متوقعة، وأما حلها او الاستعداد للتعامل معها فليس مرهونا بوزارة الداخلية فهي جهة تنظيمية أمنية بالدرجة الاولى وليست جهة تخطيطية، بل ان حل المشكلة مرهون بالحكومة نفسها وأي جهاز او جهة لها مسؤولة عن هذا الازدحام القاتل المتوقع، وسنرى الازدحامات بطول كيلومترات ما لم تتحرك الحكومة عبر اجهزتها المعنية اما لتعديل القرار بما يتناسب مع حجم استيعاب الطرق او لتعديل ساعات بدء الدوام في الوزارات بحيث يكون بين كل وزارة وأخرى فارق نصف ساعة لبدء العمل.
***
هناك حل آخر وأعتقد انه أكثر جدوى سواء على صعيد مواجهة الازدحامات الصباحية او حتى على صعيد الإنتاجية وتسهيل أمور المواطنين، هو ان كل وزارة تبدأ بعمل نوبتين في كل مبانيها بحيث تكون احداها صباحية من الساعة السابعة حتى الثانية ظهرا، والنوبة الثانية من الساعة الثالثة حتى الثامنة مساء، كما قلت منها تخف الزحمة وكذلك تسهل إجراءات إنجاز معاملات المراجعين ومن فوائد هذا الاقتراح ان ظاهرة الاستئذانات لإنجاز المعاملات التي يطلبها الموظفون ستختفي.