أدب الرحلات أحد فنون الكتابة التي أصبحت من الفنون المهملة او المنسية في الصحافة المحلية خصوصا والعربية عامة، ومع انطفاء نجم مجلة العربي التي كانت سيدة وحاضنة بل ورائدة أدب الرحلات صحافيا في الشرق الأوسط، دخل هذا الفن الكتابي الجميل في دائرة الموت الإكلينيكي، شخص واحد يمكننا ان نعتبره الوحيد الآن محليا وخليجيا الذي لا يزال ينعش هذا الفن في كتاباته وتغطياته الاستطلاعية في كل رحلة يقوم بها في أي بلد يزوره سياحة او عملا او علاجا وهو الزميل يوسف عبدالرحمن، ويكفيني فخرا كصحافي وزميل له ان هذا الأدب الجميل لا يزال مستمرا في «الأنباء» لتكون معه وبه هي الصحيفة الوحيدة حتى الآن التي تنعش مجال فن أدب الرحلات، بتقارير نشرت على مدار اكثر من عامين لمدن وبقاع بعضها لم يتناول كتابة وتوثيقا في أي صحيفة أخرى.
وفي آخر 10 تقارير قدمها العم بومهند عن مدن وأماكن زارها قدم أدب الرحلات بأساسيته المتعارف عليها كتابيا وصحافيا وأضاف اليها اسلوبه السهل الممتنع الذي يمتاز به، وكأنه يضيف مفهوما جديدا هو «الكتابة السياحية» فتميزت بذلك «الأنباء» خلال الصيف.
****
من الفنون او الأساليب الكتابية المنسية أيضا فن نشر الوعي السياسي والذي لا يقل أهمية عن نشر الوعي البيئي بين العامة، ولا اعرف ممن يمارسون هذا الفن عبر تويتر سوى السفير السابق جمال النصافي الذي يتناول الشأن السياسي عبر حسابه في تويتر او حتى عبر اللقاءات التي تجرى معه بطريقة محاولة نشر الوعي السياسي بين الجمهور، فهو غير مصطف مع أي طرف ولا يتخذ موقفا ضد أي توجه ولا يبني آراءه التي يطلقها بمزاجية، بل يوجهها للجمهور بطريقة تكثيف الوعي حول أي أمر معين او حدث سياسي يعلق عليه، فهو يخاطب العامة بطريقة الإرشاد وليس التوجيه ولا يفرض رأيا بل يحلل الواقع بما يرى انه الأصلح وفق نظرة غير منتمية لأي جهة، وهذا ما أعتقد انه نشر الوعي السياسي الذي لم يعد احد يمارسه سوى القلة من المتعاطين للشأن السياسي ومنهم السفير جمال النصافي.
[email protected]