نواب الدائرة البرلمانية الرابعة وللأسف بعضهم يتبع أسلوب حفظ مقعده عبر خدمة أطراف من كانتونات محددة تضمن له عددا مريحا من الأصوات بين 800 و900 صوت، بحيث يقدم لهم خدمات تخليص معاملات علاج في الخارج او نقل او ترقيات ويركز في خدماته المعاملاتية على تلك الكانتونات لاعتقاده وظنه ان خدماته تلك لهم ستضمن له تصويتهم وتصويت أفراد عائلاتهم له في الانتخابات القادمة، أما بقية أبناء المنطقة ممن يقصدونه في معاملاتهم فيتركها للإهمال ولتسويف سكرتاريته ومندوبيه، فهو يريد فقط إرضاء وخدمة قاعدته الانتخابية التي ينطلق منها وتتكون من 800 او 900 صوت، اما بقية ناخبي الدائرة الرابعة بل وكل من يمثلهم من الأمة فلا يهتم بهم ولا بمعاملاتهم وان كانت مستحقة، ويعدهم ويخلف بوعده.
هذا الأسلوب لجمع الأصوات لم يعد مجديا اليوم، ويعتبر أسلوبا مكشوفا ومعروفا بين أبناء الدائرة، والناخبون أصبحوا اكثر وعيا وإدراكا ومما ساهم في رفع الوعي لدى الناخبين هو سرعة تداول المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر ساهم بشكل رئيسي في رفع مستوى الوعي الشعبي بشكل عام، ومعه لا يمكن لك كسياسي معه ان تمارس الخداع السياسي التقليدي الذي كان أسلوبا سياسيا ناجحا في السابق، ولكنه اليوم لم يعد كذلك، فأنت كنائب تحت مجهر مراقبة الشعب وبشكل واضح وجلي عبر تويتر مثلا والذي يكشف احيانا ما تخفيه، بل ويكشف الحقيقة حول تحركك كنائب تجاه أي قضية مثارة.
نواب الرابعة اليوم يتحركون سياسيا بشكل فاعل تجاه اكثر من قضية وحملوا إعلان أكثر من استجواب لوزراء وأطلقوه عبر تصريحات وتهديدات وتلويحات، ولكن تويتر كشف حقيقة ما وراء تلك الاستجوابات للعامة، والذين وجدوا في بعض تلك التحركات السياسية المضادة للحكومة التي يقودها نواب من الدائرة الرابعة انها مجرد استجوابات تضارب مصالح وليست استجوابات اصلاحية كما يعلن بعض النواب في تصريحاتهم.
الحقيقة، ان نواب الدائرة الرابعة، اغلبهم على الأقل، عليه ان يعيد حساباته بالكامل فيما يتعلق بأدائه السياسي تجاه القضايا الشعبية، وان يبرر تهديداته باستجواب وزراء بشكل واضح عبر بيان شامل وواضح، لأن الأداء السياسي لأغلب نواب الرابعة ليس مقنعا، ولا يوجد به ذرة إقناع واحدة، وعليهم ان يعودوا لقواعدهم الشعبية من أبناء الدائرة، على الأقل ان يقوم كل من لوّح بتقديم استجواب منهم بعقد مؤتمر صحافي ليشرح فيه لناخبيه عن تحركاته السياسية الأخيرة ومبرراتها وأهدافها وما سينتج عنها وأسباب تلويحات الاستجواب التي اعلنها، لأن هذا أبسط حقوق الناخبين على النائب الذي يمثلهم، عليه ان يشرح لهم بالتفصيل أسباب تحركاته الأخيرة، وسبب إقدامه على التلويح بالاستجواب ويعرض محاوره على ناخبيه في مؤتمر صحافي شامل، وإلا فإنه لا يمثل سوى نفسه ولا يتحرك إلا وفق مصالحه، وهو ما نربأ به عن نواب الدائرة الرابعة.
[email protected]