حتى تفهم واقع مجلس 2016 الحالي، وتفهم كيف وإلى أين تسير العجلة السياسة في البلد خلال الفترة الحالية عليك ان تعود بالذاكرة وأن تستحضر ما قبل وأثناء وما بعد استجواب الوزير سلمان الحمود، والذي انتهى بتقديم الرجل لاستقالته وخروجه من الحكومة برغبته منعا لصدام الحكومة مع مجلس تحول فجأة ومن دون مقدمات اغلب نوابه الى معارضين، قبل ان يعود معظمهم الى طبيعته الحقيقية ويعقد آخرون صفقة سياسية مهادنة مع الحكومة لا يزال اثر هدنتها مستمرة حتى اليوم.
حتى ما قبل يوم الاستجواب كانت خارطة المعارضين والمؤيدين للاستجواب والمحايدين واضحة وضوح الشمس، ولكن أمرا ما حصل ليلة الاستجواب، اختفى المؤيدون وتحول المحايدون الى معارضين من الدرجة الثامنة على مقياس ريختر!
لا يزال البعض يبحث عما وراء حقيقة ما حصل قبل وأثناء وبعد الاستجواب، وكأنه سر سياسي لا يريد احد البوح به او حتى الحديث عنه تلميحا، وكأنه تابو محرم والخوض فيه منطقة مقدسة.
الآخر ببساطة شديدة ان صفقات سياسية عقدت من تحت الطاولة، أدت الى النتيجة التي شهدناها في اعلان تأييد طلب طرح الثقة بالوزير الحمود.
وما يدلل على ذلك ان الرجل خرج منذ فبراير الماضي ولا يزال حال الرياضة التي كانت محورا رئيسيا كما هي، فان كان يتهم الحمود بأنه سبب عدم دخولنا لقرعة كأس اسيا، فحتما ليس هو سبب خروجنا من تصفيات كأس العالم والتي هي الأهم.
الشيخ سلمان الحمود سياسيا، هنا اتحدث وليس على مستوى الأداء الفني كوزير للشباب او الاعلام، كان لاعب هجوم رئيسي في الحكومة وعنصرا فاعلا سواء داخل البرلمان او خارجه، وبخروجه بتلك الطريقة او بغيرها خسرت الحكومة مفتاحا سياسيا هي احوج ما تكون اليه اليوم.
وكل الملاحظات التي طرحت في محاور الاستجواب كالتعيينات وغيرها موجودة في اغلب الوزارات وظهرت اكثر و«ابلى» منها خلال الشهرين الماضيين، ومع هذا لم يتحرك احد، والرياضة لا تزال متوقفة، ولا يزال الامر كما هو ولم ولن يتغير شيء.
استجواب الشيخ سلمان الحمود هو الحالة السياسية رقم واحد، اذا ما فهمتها فستفهم طبيعة المجلس الحالي بشكل جلي وواضح.
وستعلم ان اغلب الاستجوابات المعلن عنها هي مجرد طلقات تحذيرية لا اكثر، وأن اي وزير يستهدف فغالبا يكون الاستهداف سياسيا وليس إصلاحيا وسنرى بعد ثلاثة أسابيع حقيقة اغلب تلك الاستجوابات.
توضيح الواضح: الشيخ سلمان الحمود أسس وزارة الدولة لشؤون الشباب من الصفر، وهذه تحسب له، وقام بتطوير الكثير من الجوانب الفنية والإدارية في وزارة الاعلام بعد ركود سنوات ودفع بعجلة الإنتاج الإعلامي.
[email protected]