يقول الكاتب السعودي - الكويتي الجميل محمد الرطيان في مقالة له بعنوان «الكتابة باللون الأخضر عن الأزرق» متحدثا عن أيامه الأولى في الكويت: «عندما أصبت بحمى روماتيزمية في القلب وأصبت بالشلل في طفولتي عالجتني دون ان تسألني عن هويتي».
***
جميل هو وفاء محمد الرطيان، الأجمل هو أن نستمر بوفائنا نحن الكويتيين لكل من سكن أو زار ارضنا.
***
المكانان الوحيدان الذي لا يفترض ان تسأل بهما عن هوية الشخص هما المستشفى والقبر، فالألم لا جنسية له والموت لا هوية له.
***
لم نكن يوما عنصريين ولن نكون كذلك، فبلدنا بنا وبآبائنا وأجدادنا وبثقافتنا الكويتية الخالصة «الصرفة» المتأصلة منذ النشأة الأولى لبلدنا قبل التكوينات الجغرافية التي رسمها سايكس وبيكو، ونحن بلد مضياف مفتوح واستقبل هجرات البشر من كل بقاع الارض، وانصهروا او صهرتهم هذه الارض بداخلها وغيرتهم من وافدين الى كويتيين حتى وان لم يكونوا يحملون أوراق ثبوتيتها او جنسيتها.
***
ان كان يفاخر الاستراليون بأن أبواب بلدهم مشرعة للمهاجرين فقد سبقناهم الى ذلك بفتح موانئنا وصحرائنا للقادمين، وإن كان الكنديون يقولون انهم قبلة الهجرة العالمية فنحن كنا قبل ولادة تأشيرات قبولهم للمهاجرين نستقبل الوافدين بلا تأشيرات، وإن كانت أميركا بلد الموانئ المفتوحة للهجرات من أوروبا وغيرها عبر الاطلنطي، فقد كنا ميناء صغيرا حط في رحاله ذات ليال متعددة مئات بل آلاف من الضفاف الاخرى، والآن كل من قدم وجاء عبر اي من تلك المنافذ فهو منا وفينا ونحن منه وفيه.
***
كل من سكن او استوطن او عاش ولو لفترة في هذه الأرض فهو كويتي، وله حق عليها وبها ومنها، قدم ما قدم وأخذ ما أخذ، سواء حمل جنسيتها او لم يحملها، نالها ام لم ينلها.
***
لسنا عنصريين، ولن نكون كذلك، فأحد اهم الاشتراطات لأن تكون كويتيا هو ألا يداخل قلبك ذرة من عنصرية.
***
الكويتيون وبالفطرة منفتحون على الآخر، طيبون الى أقصى درجة، الا ترون اننا الدولة الأكثر مساهمة في إعمار بلد احتل بلدنا ودمرها وقتل شبابها، الا يدل ذلك على شيء، ان طيبتنا تغلب على اي مشاعر اخرى في قلوبنا، لذا لا يمكن ان نكون عنصريين ولا يجب ان نكون كذلك فذلك يخالف عقيدتنا الكويتية.
***
ولمن فرح بأن الزحمة قد تقلصت في المستشفيات اثر زيادة الرسوم على الوافدين، قد يكون كلامك فيه شيء من الصحة، ولا ألومك، ولكن الحكومات المتعاقبة لم تقم ببناء مستشفيات منذ العام 1983 لتستوعب حجم الزيادة السكانية من مواطنين وغيرهم، فالزحمة في المستشفيات سببها الحكومة وليس زيادة السكان، فلو ان الحكومة قامت بعملها لبناء مستشفيات يتناسب عددها مع عدد الزيادات الطبيعية وغير الطبيعية في استقدام وافدين لما وجدت الزحمة أصلا، وهنا الخلل وليس في زيادة جالية معينة أو أخرى، هل استوعبتم الآن أين مكمن الخلل؟!
***
توضيح الواضح: لسنا عنصريين ولم نكن يوما كذلك ولن نكون أبدا، فجزء اصيل من ثقافتنا الكويتية اننا لسنا كذلك.
[email protected]