رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم كسر علم الجغرافيا وأسس قاعدة جديدة غير مسبوقة أثبت من خلالها أن مساحة الكويت تتجاوز الـ 14 مليون كيلو متر مربع، إذ مثّل بكلمته التي ألقاها في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي أكثر من 400 مليون مواطن عربي.
***
الغانم أثبت وبالدليل الحي وتحت سمع وبصر العالم أن المبادئ لا تتجزأ، وان حجم الدول الحقيقي لا يُقاس بمساحتها الجغرافية، بل يقاس بمدى عطائها وقوة ثباتها على المبدأ وتفاعلها المؤثر في محيطها.
***
بين أسوار بلدنا الصغير المساحة نختلف سياسيا مع رئيس مجلس الأمة ضمن إطار الاختلاف الحميد في الرأي الذي قد نتجاوز حدوده اما «شرهة» أو «عتبا» أو «هقوة» لا أكثر من ذلك، أما في الخارج فكل هذه المصطلحات الكويتية نلقيها جانبا ونضع «خلافنا» و«اختلافنا» رهنا لدى موظف الكائنات الذي يختم جوازاتنا لحظة خروجنا من البلد، في الخارج نتحد في كل شيء، بل نصبح شخصا واحدا، خاصة في قضايا أساسية لا تقبل القسمة على رأيين.
***
عندما نخرج الى العالم سياسيا فنحن متفقون تماما على مبادئ عربية- إسلامية ثابتة لا تتغير ولا تخضع للمساومات ولا ندخلها في مناطق الديبلوماسية الرمادية كما يفعل آخرون، والغانم بكلمته لم يكن يمثل الكويت بصفته رئيس مجلس الأمة الكويتي، بل كان يمثل روح الأمتين العربية والإسلامية في مواجهة اخطر عدو لهما، معيدا ومشددا على المبادئ التي بنيت عليها العقيدة السياسية الكويتية منذ نشأتها.
***
رسالة الغانم كانت أبعد من حدود التوجيه لأعضاء الكنيست، بل كانت رسالة متعددة الاتجاهات لأطراف متعددة في الداخل العربي وللخارج أيضا.
> > >
موقف فروسي نبيل واستخدام جريء لمنبر في محفل سياسي يجمع ممثلي شعوب العالم، ادرج الغانم أولا قضية مسلمي الروهينغا ثم دعم بثقل عربي المرشحة المكسيكية «الأكثر قربا من قضايا العرب»، بل ولأول مرة ساهم الغانم بتحركاته السياسية بولادة لوبي عربي لدعم مرشح معين، وأخيرا وليس آخرا قام بتعرية ممثلي كيان دولة الاحتلال الإسرائيلي، بشكل مهذب راق مع استخدام جمل وأوصاف لا يمكن أن تقال إلا كما قالها الغانم.
***
رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم... شرفتنا، مثلتنا خير تمثيل، قلت ما في قلوبنا وعقولنا، ونقلتنا في المحفل البرلماني ولأول مرة في تاريخ مشاركاتنا من دور المتابع سياسيا إلى دور المؤثر، ومن لعب دور الصدى إلى أن نكون صوت أنفسنا، بل صوت لأكثر من ٤٠٠ مليون آدمي.
[email protected]