يقول الشاعر بدر بورسلي متحدثا عن سبب شهرة المطرب عبدالله الرويشد:«عبدالله الرويشد غنى أغنية رحلتي وذهب لينام ليصحو في اليوم التالي مشهورا».
هكذا اختصر بورسلي بجملة واحدة سبب شهرة صاحب الصوت الفخم الرويشد.
***
وعبدالله الرويشد حتى لو لم ينجح أو يصبح مشهورا بأغنية رحلتي كان سيصبح مشهورا بأي أغنية أخرى لكونه يمتلك خامة صوتية نادرة أهلته لأن يصبح احد نجوم الطرب العربي على امتداد 25 عاما أو أكثر، عبدالله الرويشد كان مصيره الشهرة برحلتي او حتى بأغنية أطفال، فهو أحد الأصوات التي لا تتكرر.
***
وبالقياس ذاته على شهرة الرويشد لدينا نشطاء سياسيون لسبب أو لآخر ناموا وصحوا من نومهم مشهورين، بغض النظر عن سبب شهرة أي منهم أكان لسبب سلبي او لسبب إيجابي، ولكن أغلب هؤلاء ولدت شهرتهم ما بعد العام 2011، طبعا هذا لا يقلل من شأن ما يطرحه بعضهم بصوت سياسي متزن، ولكن غالبيتهم ليسوا بأكثر من مجرد ظاهرة سياسية صوتية مؤقتة وبعضهم بدأت تنفجر فقاعته بعد ان اكتشف الناس انهم نتيجة ولادة مصادفة يتمنى الناس ألا تتكرر، إذ أن اغلبهم ومع الزمن ووعي الناس تبين انه ليس بأكثر من هاتف عملة، «كثر ما تحط فيه فلوس كثر ما يسولف لك أو عنك»، رغم أن بعضهم يصدر نفسه كإعلامي سياسي او هكذا صنفه الناس او هكذا وجد الناس يصنفونه، بينما مع مرور الوقت اكتشف الناس انه مجرد منبر إعلامي للإيجار«لا ويسوي تنزيلات بعد».
***
وهؤلاء ليسوا قضيتي كونهم اصلا بدأوا بالانكشاف وانتهى دورهم او انتهى وقت عرضهم المسرحي، أما قضيتي فهو من يطرق باب السياسة ويصدر نفسه كإعلامي ويزاحم المحللين السياسيين في اللقاءات والمناظرات التلفزيونية التي تتناول الشأن السياسي المحلي، والتقيت احدهم في ديوانية أسبوعية وكان يتحدث بحرقة عن الأوضاع السياسية مصدرا نفسه كمعارض، وعادة عندما التقي هذه النوعية لا أكلف نفسي عناء النقاش معهم، قبل ان اسأله أسئلة بديهية مثل:«لماذا لا يجب ان يتجاوز عدد الوزراء الـ16؟!»، وذلك بحكم ان الدستور ينص على الا يجب ان يتجاوز عدد الوزراء ثلث عدد أعضاء المجلس البالغ عددهم خمسين، فإن عبر السؤال وأجاب عليه، أنتقل الى اسئلة بديهية اخرى مشابهة له متعلقة بالشأن السياسي عن التيارات السياسية وممثليهم في البرلمان او الفرق بين القانون والقرار الوزاري، فإن لم يجب عليها هنا أنسحب من مناقشته، وأقر بأن كل ما يقوله صحيح، فليس لي مزاج لأناقش شخص يدعي انه يفهم كرة القدم وهو لا يفهم الفرق بين ضربة الجزاء وبين رمية اليد.
***
والذي التقيته بالمناسبة يصنف من بين النشطاء السياسيين الجدد، ومع كامل الأسف وعيه السياسي ببديهيات الأمور لا يتعدى وعي نملة بأهمية عدم لبس الكعب.
***
الناس الآن اكثر وعيا وإدراكا من ذي قبل، ويعلمون الفرق بين المحلل الحقيقي وراكب الموجة، ولكن هؤلاء ممن يمارسون «الركمجة» السياسية يمتلكون قدرا عاليا من الصفاقة و«عرض الوجه» فمهما كشفهم الناس يستمرون وكأن شيئا لم يحدث، ومهما واجههم الناس وقاموا بتعريتهم لا يكترثون ابدا ويكملون مسيرة تحليلاتهم الصبيانية، وبعضهم يصدر نفسه كمرشح محتمل.
***
الكارثة ليست هنا، فكما قلت من حقهم الاستعراض السياسي، ولكن الكارثة ان وزارات دولة وهيئات تستعين بهم، مع ان كل رصيدهم السياسي والتحليلي «4 تغريدات ورتويت وتفضيل بالغلط».
***
توضيح الواضح: هيك وزارات بدها هيك محللين.
***
توضيح الأوضح: المثل الكويتي يقول:«رزق القطاوة على الخاملات».
[email protected]