كلما ذهبت لمستشفى أو مستوصف وجدت لافتة كبيرة تحذرك من مغبة التعرض لأي من أفراد الطاقم الطبي والا فانك ستسجن وتغرم، وهذا التحذير حق فالاعتداء على أي موظف حكومي سواء كان طبيبا أو كاتب مستوصف أمر يستوجب العقوبة وفق ما يقر القانون.
***
وزارة الصحة تبلغك بما سيحدث لك إذا ما قررت ان تمد يدك أو لسانك على طبيبها أو ممرضها أو كاتبها، ولكن وزارة الصحة لا تجيب عن هذه الأسئلة، ولا توعيك كمريض أو كمراجع بحقوقك، فمثلا ان رفض الطبيب معالجتك، فماذا تفعل؟!، واذا قام طبيب بتشخيص مرضك بشكل خاطئ، فإلى أين تذهب لتشكوه؟! وإذا صرف لك الصيدلي دواء يضر بك فإلى من تلجأ؟!
***
هذه الأسئلة لا يجيبونك عنها، وكثير من المراجعين لا يعون بل لا يعرفون حقوقهم في هذا الجانب الذي يفترض على الوزارة ان توضحه وتعلقه كملصق في كل مستشفياتها ومستوصفاتها وتعرف المرضى بحقوقهم كما عرفتنا بحقوق الأطباء.
***
وسأسوق مثالين، الأول عندما أصيب ابني الصغير بالتهاب في الحنجرة صاحبه حرارة شديدة، ودخل على طبيب في مستوصف جابر الأحمد، والذي لم يكلف نفسه عناء قياس حرارته أو حتى الكشف عليه بشكل لائق، ومنحه دواء مضادا للحساسية وأدول ومسكنا وكأنه ساحر اكتشف العلة بمجرد النظر السريع، وتبين أن المسكن الذي صرفه الطبيب الساحر لا يصلح لمن يعانون من الربو كما في حالة ابني، فأعيد ابني الصغير إلى ذات المستوصف وذات الغرفة وكانت هذه المرة طبيبة وفعلت ما فعله زميلها لم تقس الحرارة واكتفت بمنحه أدول، وجملة «الولد ما فيه شيء»، كانت الزيارتان بين الساعة الثانية والخامسة من عصر يوم 17 أكتوبر، في ذات الليلة صحا ابني الصغير بالكاد يقوى على التنفس جراء انسداد حنجرته بسبب الالتهاب الشديد وكان يقفز بشكل هستيري كأنه سمكة أخرجت من الماء، حتى انه بدا وهو ابن الأربع سنوات يحاول الإمساك بأرضية المنزل محاولا التشبث بأي شيء.
***
لولا رحمة الله ولطفه لحدث ما لا يحمد عقباه، ونقلته إلى المستشفى حيث أودع غرفة العناية لمدة ست ساعات وتم علاجه بشكل صحيح وسليم وتجاوز الأزمة وشخصت حالته بأنها التهاب شديد في الحنجرة والصدر وان علاجاته الحقيقية ليست ما صرف له وان تشخيص الطبيب وزميلته كان تشخيصا خاطئا لم يكن من المفترض ان يقعا به.
***
لست طبيبا لأعرف أن ما فعله الطبيب وزميلته لابني في الزيارتين ليس من الطب في الشيء، وانه وبإهمالهما كادا يوديان بحياته جراء تشخيصهما القاصر.
***
الآن وفي حالة مثل هذه، المتضرر أو الذي كاد أن يقع عليه الضرر إلى أين يذهب والى من يتقدم بشكواه، وكيف يأخذ حقه؟!
***
الحالة الثانية لمواطنة حامل في شهرها السادس تعاني من حالة سيلان في الدم وضغط، ومع هذا رفض أربعة أطباء في عيادة النساء والولادة في مستشفى الفروانية استقبالها لأن أيا منهم لا يريد أن يتحمل مسؤولية المضاعفات الخطرة التي قد تحصل لها إذا ما استقبلها وأصبح طبيبها عند ولادتها، هنا الأطباء الأربعة اما يعترفون بعدم كفاءتهم أو يعترفون بأنهم يرفضون علاج المواطنة وعلى الوزارة اتخاذ إجراءاتها بشأنهم، والاهم، هذه المرأة الحامل لمن تشتكي وأين تشتكي وكيف هو مسار الشكوى؟
***
هذه الأسئلة لا تجيب عنها وزارة الصحة، ولكن بفضل الملصقات التحذيرية على مستشفياتكم ومستوصفاتكم نعرف حقوق أطبائكم، ولكن ماذا عن حقوق المرضى؟
***
يجب على وزارة الصحة كما ذكرت وضع ملصق توضح فيه حقوق المرضى وكيفية مسار الشكوى ضد أي طبيب أو ممرض يخطئ أو يقصر في أداء عمله.
[email protected]